يواجه اقتراح العراق بتغيير طريقة تسعير نفطه الخام في آسيا معارضة من شركات التكرير التي تخشى تعرضها إلى مزيد من المخاطر، بسبب إطالة الفترة بين التسعير والتسليم. وفاجأت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) التجار هذا الأسبوع بسعيها لاستطلاع الآراء حول خططها لتغيير سعر القياس لخام البصرة في آسيا، ليتم تسعيره بناء على بورصة دبي للطاقة، اعتباراً من كانون الثاني (يناير) المقبل، بدلاً من التسعير على أساس تقييمات وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس». ومن شأن هذه الخطوة أن تؤثر في سعر حوالى مليوني برميل يومياً من إمدادات النفط الخام إلى آسيا، لاسيما تلك المتجهة إلى الهندوالصين وكوريا الجنوبية. وقال العضو المنتدب لشركة «سترونغ بتروليوم» أويستاين برنستن في سنغافورة: «التغيير مهم وسيحظى بمراقبة عن كثب، ليس فقط من منتجي الشرق الأوسط، ولكن من جميع المعنيين في الأمر». وسيتم تسعير خام البصرة بموجب الطريقة الجديدة، باستخدام المتوسط الشهري لأسعار العقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة قبل شهرين من تحميل النفط. ويسعر منتجون آخرون في الشرق الأوسط مثل السعودية والكويت وإيران خاماتهم بناء على شهر التحميل. يعني هذا أن الخام العراقي تحميل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، سيتم تسعيره على أساس العقود الآجلة في بورصة دبي للطاقة في آب (أغسطس) الجاري. ويعرض ذلك المشترين إلى مخاطر، إذ لن يتم إخطارهم إلا بحلول منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل، بما إذا كان تم قبول عروضهم لشراء الشحنات، بما يجعل من الصعب عليهم التحوط مسبقاً من تغيرات الأسعار. وقال مشتر كبير للخام في مصفاة آسيوية: «لسنا مؤيدين لذلك. عليهم أن يصلحوا برنامجهم (للإمدادات) أولاً قبل أن يحاولوا تغيير سعر القياس». وطلب المشتري عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام في هذا الأمر. ويقول تجار إن اختلاف توقيت التسعير عن المنتجين الآخرين يجعل من الصعب أيضا المقارنة بين تقييمات الخامات. وينتاب القلق بعض المشترين من أن حوالى 80 في المئة من الخام المستخدم في تسعير عقود عمان الآجلة في بورصة دبي للطاقة تتجه إلى الصين، بما يعكس العوامل الاقتصادية والأساسية لمشتر آسيوي واحد فقط. وقال آدي إمسيروفيتش من مركز اقتصاديات الطاقة في جامعة سري البريطانية: «التحول إلى عقود عمان في بورصة دبي للطاقة طموح جداً. أعتقد أنه سيسبب بعض الصعوبات القليلة، لأنه سيكون صعباً جداً من الناحية الفنية». ولم تعلق «سومو» على دوافعها للتغيير. وقد يجلب التحول إلى بورصة دبي للطاقة أسعاراً أعلى ل«سومو». فالمتوسط الشهري لأسعار عقود الخام العماني في بورصة دبي للطاقة بلغ مستويات تزيد حوالى 20 سنتاً فوق متوسط تقييمات خامي عمانودبي على منصة «بلاتس» في الفترة بين آذار (مارس) وتموز (يوليو) الماضيين. ويؤيد تجار هذه الخطوة، فمعرفة أسعار الخام العراقي قبل شهرين من التسليم تعطي التجار الذين يحوزون شحنات من خام البصرة من دون وجهات محددة لها مزيداً من الوقت لتحديد الوجهة التي سيبيعون لها النفط بناء على فروقات الأسعار في المنطقة. ولم يتحدد بعد ما إن كانت «سومو» ستمضي قدماً في هذه الخطوة، إذ يتوقع أن تحل الشركة المشكلات التي تطرق إليها الزبائن، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع على الخطة العراقية. وقد يغير العراق سعر القياس، لكن مع الحفاظ على فترة التسعير الراهنة حالياً، ما يعني أن الخام سيظل يسعر بناء على شهر التحميل نفسه. ولم ترد «سومو» على طلب من «رويترز» للتعليق. وأحجمت «بلاتس»، التي تهيمن على التسعير العالمي للنفط في السوق الحاضرة، عن التعقيب على كيفية ردها على الانسحاب المحتمل لثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).