تراجعت أسعار النفط أمس بفعل زيادة الإنتاج الأميركي، وإن كان انخفاض مخزون الخام الأميركي 13 في المئة منذ آذار (مارس) يشير إلى تقلص تخمة المعروض في السوق في شكل تدريجي. وبلغ خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 52.64 دولار للبرميل، بانخفاض 0.2 في المئة عن الإغلاق السابق. وسجل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 48.47 دولار للبرميل، ليتراجع 0.1 في المئة عن سعر إغلاقه السابق. وأكد متعاملون أن السوق تأثرت سلباً جراء ارتفاع الإنتاج الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2015. لكن ثمة مؤشرات إلى أن الإنتاج الأميركي قد يتباطأ قريباً بعدما خفّضت شركات الطاقة عدد منصات الحفر للأسبوع الثاني خلال ثلاثة أسابيع وفقاً لما أكدته شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق في تصريح إلى قناة «سي أن بي سي عربية» أمس، إن مخزون الخام الأميركي يتراجع أكثر من المتوقع في علامة على نجاح خفوضات «منظمة الأقطار المصدرة للنفط» (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين. وقال الرئيس التنفيذي للشركة دانييل جربر «من المتوقع أن يبلغ متوسط الإمدادات من 14 دولة عضو في أوبك 32.8 مليون برميل يومياً هذا الشهر، ما يشكل تراجعاً قدره 419 ألف برميل مقارنة بأعلى مستوى في 2017 في تموز (يوليو)»، مضيفاً أن «صادرات أوبك من النفط الخام انخفضت كثيراً بواقع 750 ألف برميل يومياً في النصف الأول من آب. في سياق منفصل، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه خلال مقابلة بُثت على الهواء من التلفزيون الرسمي أول من أمس، إن «جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع النفط الإيراني سيظل أحد أهم الأولويات خلال الفترة المقبلة». ولفتت وزارة النفط الإيرانية في بيان الشهر الماضي إلى أن كلفة مشروع تطوير حقل «بارس الجنوبي» مع شركة «توتال»، ستصل إلى نحو خمسة بلايين دولار ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج خلال 40 شهراً. وقال زنغنه إن «نحو ثلاثة بلايين دولار منها ستخصص لتأمين عمل للشركات الإيرانية». وأضاف أن «نحو 27 مرحلة من حقل بارس الجنوبي ستدخل حيز التشغيل بحلول ربيع 2019». وأشار إلى أن «إيران تحتاج استثمارات بنحو 200 بليون دولار لإنتاج النفط والغاز وعمليات التطوير والمصافي، وإن ما بين 65 و75 في المئة منها ستأتي من استثمارات أجنبية». وأكد أن «إيران ستحاول جذب استثمارات أجنبية بقيمة 60 بليون دولار لقطاع النفط بحلول نهاية آذار (مارس) 2018»، لافتاً إلى أن «ما لا يقل عن 30 في المئة من احتياط النفط الإيراني البالغة 700 بليون برميل قابلة للاستخراج حالياً». إلى ذلك، أعلنت شركة النفط الروسية «روسنفت» أمس، أنها توصلت إلى اتفاق نهائي مع مجموعة «إيسار أويل» النفطية الهندية، في ما يعتبر أكبر استثمار أجنبي مباشر في الهند تقوم به شركة منفردة ويحمل أهمية بالغة بالنسبة إلى روسيا. وستشتري «روسنفت» 49 في المئة من حصص المجموعة الهندية، فيما ستستحوذ مجموعة من الشركات على 49 في المئة أخرى. ووصفت «إيسار» في بيان الصفقة، بأنها «أكبر استثمار أجنبي منفرد تقوم به روسيا في أي مكان في العالم»، و «أكبر استثمار أجنبي تقوم به شركة منفردة في الهند». وفي سياق الاستحواذ، أكدت مجموعة «إي بي مولر ميرسك» الدنماركية أمس، أنها اتفقت على بيع وحدتها للنفط والغاز «ميرسك أويل» إلى شركة «توتال» الفرنسية النفطية الكبرى في مقابل 7.45 بليون دولار. وأكدت الشركة أن «توتال ستنقل نحو 3.8 في المئة من أسهمها إلى ميرسك وستتحمل أيضاً التزامات دين قصيرة الأجل بقيمة 2.5 بليون دولار». ومن المتوقع إتمام الصفقة في الربع الأول من عام 2018. إلى ذلك، أكدت مصادر أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) أبلغت زبائنها أنها تنوي تغيير سعر القياس لخام البصرة في آسيا إلى سعر العقود الآجلة للخام العماني في بورصة دبي للطاقة، من متوسط أسعار خامي دبي وعمان على منصة «بلاتس» اعتباراً من كانون الثاني (يناير) 2018. والتغيير المقترح تحول كبير من جانب العراق ثاني أكبر منتج في «أوبك»، ليخرج على ما اعتاد عليه منذ عقود هو وغيره من الأعضاء في المنظمة، استناداً إلى تقويمات وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس» العالمية للأسعار في تسعير خاماتهم. وسيسري ذلك على نحو مليوني برميل من الخام يومياً أو ما يقرب من ثلثي صادرات الخام العراقية من ميناء البصرة الجنوبي.