اعتبر ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ان البحرينيين الذين تظاهروا أمام مركز أحمد الفاتح الاسلامي في المنامة اول من امس أثبتوا رفضهم للتطرف وتمسكهم بالوحدة الوطنية وايمانهم بشرعية الحكم، في حين نظمت جمعيات المعارضة تظاهرة كبيرة أمس كررت خلالها مطالبتها باستقالة الحكومة واعتماد نظام ملكي دستوري يضمن وصول حكومة منتخبة. واكد الأمير سلمان لدى استقباله وفدا كويتيا ان « الشارع البحريني أثبت (الإثنين) رفضه للتطرف وتمسكه بالوحدة الوطنية وايمانه بشرعية الحكم وطموحه الى التطوير والاستقرار حين اجتمع بكل طوائفه وفئاته وألوانه وقواه الحية في مركز أحمد الفاتح الاسلامي». وكان نحو 300 الف بحريني من مؤيدي الحكومة شاركوا الاثنين في تظاهرة ضخمة في المنامة ورفعوا الاعلام البحرينية ورددوا شعارات تدعو الى الوحدة الوطنية. واضاف ان «الشرخ الذي أحدثته الأيام الماضية سبب الألم للملك الوالد الذي سعى الى جعل مملكة البحرين النموذج الأمثل للتعايش والوئام والاستقرار». واستغرب «تعريض الأطفال للخلافات السياسية والمزايدات وحرمانهم من التعليم عن طريق تنظيم الاضرابات وتقسيم الناس في المدارس، وكذلك اضراب جمعيات المحامين والأطباء والمقاولين»، معرباً في الوقت نفسه عن «اعتزازه بالمعلمين والمعلمات المتقاعدين الذين لبوا نداء الشرف الوطني وتطوعوا على الفور للحيلولة دون حدوث فراغ تعليمي وحرمان أطفالنا من التعليم الذي هو سلاح البحرين كما كان وسيبقى وسيستمر». وشخَص الأمير سلمان في كلمته «الحالة التي أدت الى كل هذا الاستقطاب والتصدع الذي أحدثته في أفراد الأسرة البحرينية الواحدة»، عارضاً «المحاور الأساسية للخروج من الأزمة التي تتطلب الهدوء والحوار بدون شروط مسبقة والاستماع الى آراء كافة الأطراف في الاصلاح وتحقيق المكاسب للجميع واعادة النظر في طرق توزيع التنمية لترتكز على التطوير السياسي والعدالة وتعزيز الوضع الاقتصادي والتأكيد على مواصلة الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة واسكان وسواها وتستمد مسيرتها الدائمة بشفافية تامة». وناشد الجميع «الاحاطة بوعي باللحظة التاريخية التي نمر بها جميعا وهي اللحظة التي تتبين فيها مبادىء الرجال وأن يعوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم»، وقال «قمت من جانبي ومنذ لحظة تكليفي من الملك بهذه المهمة الوطنية الجليلة بسحب القوات من دوار دول مجلس التعاون الخليجي، هذا الدوار الذي يقوم على ستة أضلاع تمثل وحدة دول مجلس التعاون الخليجي وبركة وحدتهم هي اللؤلؤة، هذه الوحدة التي هتف لها مئات الآلاف من المؤمنين في صلاة العشاء (أول من) أمس جنبا الى جنب مع تمسكهم بوحدة البحرين وشرعية الملك فيها ومن جميع الطوائف». ووعد ب «تسخير كل ما يلزم من جانبه لانجاح البحرين واخراجها من هذا المأزق وبأقصى سرعة وأن يعمل على ازالة سوء التفاهم والتأزيم بين الأطراف كافة واعادة الثقة، باعتبار ان دور الأسرة الحاكمة في مملكة البحرين منذ ما يزيد على المائتي عام كان منصباً ولا يزال وسيبقى على حماية الوطن والحفاظ على مكاسبه وتحقيق أمنه واستقراره وتعميم الرخاء والتنمية للجميع ولكل من يستحقه». واعلن في الرياض امس ان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيزور السعودية اليوم بالتزامن مع عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. في هذا الوقت، تظاهر عشرات الالاف في مسيرة كبيرة في المنامة بدعوة من سبع جمعيات سياسية معارضة، وامتدت الحشود على حوالى ثلاثة كيلومترات في وسط المنامة في شارع رئيسي يؤدي الى دوار اللؤلؤة حيث يعتصم المطالبون بالتغيير، وهو المكان الذي تحول رمزاً للاحتجاجات التي تشهدها البحرين واسفرت عن مقتل سبعة اشخاص حتى الآن. وانضم الآلاف من المتظاهرين الى المسيرة عبر الشوارع التي تؤدي الى شارع المسيرة، وترددت شعارات تدعو الى استقالة الحكومة. ورفعت في التظاهرة الرايات السوداء التي عززت الطابع الشيعي للتظاهرة، لكن حضور العلم البحريني الاحمر والابيض كان طاغيا. وسارت التظاهرة وانتهت بسلاسة في ظل غياب لقوى الامن تماشيا مع قرار ولي العهد سحب القوى الامنية من مناطق التظاهر، لكن مروحية تابعة لقوى الامن البحرينية فوق المتظاهرين. وهذه اول تظاهرة تنظم بدعوة من جهات سياسية بعدما كانت التظاهرات السابقة تتم بدعوة من ناشطين على موقع «فايسبوك».