امتلأت قاعة النادي الثقافي في مسقط بمثقفين جاؤوا يستمعون الى الروائي الليبي ابراهيم الكوني يتحدث في أمسية أدبية. وبدأت الجلسة بوقفة صمت على أرواح الشهداء في ليبيا وفي بلدان عربية أخرى. ومما قال الكوني: «إذا كنت أخذت على عاتقي منذ خمسة وأربعين عاماً رسالة رد الاعتبار الثقافي لوطني ليبيا واستعادته من اغتراب تاريخي لا يستحقه، فإن ما يحدث في ربوع هذا الوطن اليوم هو خيار تاريخي تكمن حقيقته في رد الاعتبار السياسي الى هذا الوطن الذي اغترب طويلاً على هذا المستوى أيضاً. وهو ما يعني فعلاً أن الظمأ الى الحرية إرادة لم تمت في وجدان هذا الجيل على رغم المنفى الطويل الموجع. فهل نتفجع على الضحايا الذين اشتروا هذه الأعجوبة بالدم، أم إننا نهنئهم على فوزهم مرتين: مرة بالحرية الأعظم شأناً من حرية الدنيا، وهي حرية الخلاص الأبدي، ومرة أخرى بحرية من حرر فنال بتحريره الخلود ثمناً، لأننا لا ننال عادة إلا ما نهب، كما لا نفقد عادة إلا ما ننال!». جاءت محاضرة ابراهيم الكوني الذي يلتقي بالمثقفين العمانيين للمرة الأولى مناسبة جميلة ومهمة وقد تحدث فيها إضافة الى الأحوال المأسوية، عن أعماله الروائية وعالمه الذي هو الصحراء. وأشار الى أن علاقته بالصحراء هي علاقة فلسفية ولم تمنعه إقامته في سويسرا من أن يراها دائماً، لأنه لا يكتبها إلا من خلال روحه.