جال وفد من لجنة الشؤون الخارجية في المجلس النيابي الهولندي برئاسة النائب هندريك يان اورمل على المسؤولين اللبنانيين بهدف استطلاع «الدور الذي يمكن أن تؤديه أوروبا في إطلاق العملية السلمية في الشرق الأوسط من خلال استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية»، فسمع من رئيس الجمهورية انتقاداً ل «الفيتو» الأميركي الذي أدى الى إسقاط قرار وقف الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن ما يشكل مؤشراً سلبياً لمسار السلام في الشرق الأوسط»، في حين سمع من الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي تشديده على «تمسك لبنان بأفضل العلاقات مع المجتمع الدولي، واحترام القرارات الدولية ومبدأ قيام العدالة». ورأى سليمان خلال استقباله الوفد الهولندي، وفق المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، أن «إسقاط القرار في مجلس الأمن قد يستتبع مواقف أخرى من المجموعة العربية أشد تطرفاً، ما يفترض بإسرائيل أن تقتنع بالسير بمشروع السلام على قاعدة مبادرة بيروت العربية لأنها لا تزال فرصة جيدة جداً لإقامة سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط». وشدد على «وجوب أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية في الجنوب والتزام تطبيق القرار 1701 بمندرجاته كافة»، لافتاً الى «أهمية إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حق العودة الى وطنهم الأم». وأكد النائب الهولندي من جانبه أن العلاقات بين هولندا ولبنان «جيدة على المستويات كافة». وزار الوفد رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي والمستشار الإعلامي علي حمدان. وقال أورمل بعد اللقاء: «نعتبر أنفسنا جيراناً لكم لأننا جزء من الاتحاد الأوروبي، ونحن مهتمون للغاية بما يجري في كل المنطقة، ونتمنى من كل قلبنا السلام والاستقرار لها ونحن مستعدون لتقديم أي مساعدة في هذا الإطار». وزار الوفد الرئيس ميقاتي واستمع منه لشرح عن ظروف تكليفه تشكيل الحكومة، والجهود التي يبذلها لتوحيد الموقف اللبناني، وتشكيل حكومة تضم أكبر شريحة من اللبنانيين»، كما أفاد المكتب الإعلامي لميقاتي. وأكد الرئيس المكلف حرصه على «أن تكون الحكومة العتيدة بداية حل الأزمة السياسية التي يشهدها لبنان»، لافتاً الى أنه من «أجل ذلك يكثف اتصالاته مع كل الأطراف اللبنانية لتأتي المشاركة في الحكومة جامعة». أما أورمل فجدد القول: «إننا نسعى لأن نكون أصدقاء، لكوننا أعضاء في الاتحاد الأوروبي ونعمل في إطار سياسة الجوار بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، ونحن هنا لنؤكد أهمية الصداقة بين الشعبين اللبناني والهولندي وأيضاً لأننا نهتم بما يحصل في مجمل المنطقة وخصوصاً في لبنان». ولفت الى أننا «أجرينا محادثات بناءة مع الرئيس ميقاتي في شأن تأليف الحكومة، وشرح لنا بإسهاب ما يقوم به وانه يتقدم الى الأمام لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ونتطلع الى حكومة لبنانية جديدة، ونريد أن تكون لنا علاقات ثنائية جيدة مع لبنان، ونعتقد أن هذه الأمور أساسية ليتحقق السلام في المنطقة». وزار الوفد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وعرض معه الأوضاع في لبنان والمنطقة إضافة الى العلاقات بين البلدين. وكان الحريري اعتبر في موقف أعلنه ليل أول من أمس، أن «الفيتو الأميركي على مشروع قرار رفض استمرار الاستيطان «خطوة تسيء إلى إرادة السلام وتضع كل الجهود المبذولة في هذا السبيل أمام جدار مسدود من شأنه أن يدفع المنطقة نحو مزيد من التوتر وأعمال العنف». وقال: «الفيتو الأميركي يمثل تحدياً للمشاعر العربية وللإجماع العربي الذي تجسد بمشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية إلى مجلس الأمن، ولمبادرة السلام العربية التي انطلقت من القمة العربية في بيروت»، لافتاً إلى أن «اعتماد الإدارة الأميركية سياسة الدعم المطلق للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية وتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يزيد من الشكوك حول الدور الأميركي الراعي، لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، ويشجع إسرائيل على التمادي في اعتداءاتها على الفلسطينيين والبلدان العربية، وقضم المزيد من أراضيهم».