حمّل رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان، رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج مسؤولية اعتقاله «بحكم أنه رئيس المجلس الرئاسي، فالمجلس الرئاسي والحكومة مسؤولان بحكم أنهما يرعيان الأمن في البلاد»، مشيراً إلى أن الجهة التي اعتقلته «هي غرفة كتيبة ثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري وهي تحت إمرة المجلس الرئاسي». ولفت علي زيدان في حديثه لقناة «فرانس 24» أول من أمس، إلى «أن التيار الإسلامي والإخوان المسلمين تحدثوا عن اعتقاله بشماتة واستهزاء وهذا دليل أن هذا التيار يريد أن يستحوذ على ليبيا، ويعادي كل شخص يدعم الدولة المدنية وحرية الرأي والتعبير والديموقراطية»، مضيفاً: «لا أتهم أحداً غير هذه الجهة». وأضاف زيدان: «لن أترشح للانتخابات الرئاسية إلا عندما أكون متيقناً أنه يمكنني إحداث تغيير حقيقي في الوضع المأسوي الذي تعيشه ليبيا». وأشار زيدان إلى أنه لم يتقدم حتى الآن بشكوى للجهات الأمنية عن معتقليه، لكنه مثل أمام المحامي العام والمدعي العام ورئيس مكتب التحقيقات في طرابلس قبل توجهه إلى العاصمة التونسية. من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في تصريح لصحيفة «تلغراف» البريطانية، السراج من اتخاذ أي قرارات بإجراء انتخابات مبكرة، وحضّ القادة الليبيين على العمل معاً من أجل تنحية خلافاتهم جانباً. وأوضح أن هناك عدداً كبيراً من المسلحين ينافسون الجيش الليبي للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي التى لا تخضع لسلطة القانون على الخريطة، مشيراً إلى أن هذه المناطق التي لا تخضع لسيطرة القانون، تتزايد فيها النشاطات الإرهابية والإتجار بالبشر، وذلك يؤثر سلباً في أوروبا. إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في مدينة الكفرة، جنوب شرقي ليبيا، بأن اشتباكات اندلعت صباح أمس، قرب الحدود الليبية - التشادية، بين كتيبة «سبل السلام» ومجموعة مسلحة تابعة للمعارضة التشادية. وأضافت المصادر أن الاشتباكات أدت إلى سقوط 7 قتلى في صوف المجموعة التشادية المهاجمة وتدمير عدد من الآليات المستخدَمة في الهجوم، فيما قتل فردان من الكتيبة من أبناء مدينة الكفرة. في غضون ذلك، وصل رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا غسان سلامة أمس، إلى الجزائر لبحث الأزمة الليبية. وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بيان أن سلامة سيلتقي خلال الزيارة التي تستمر يومين وزير الشؤون الخارجية عبدالقادر مساهل وشخصيات جزائرية أخرى، في إطار مواصلة التشاور والاتصالات المنتظمة بين الجزائر والبعثة الدولية. وسيبحث الطرفان الوضع في ليبيا في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها البلاد، والجهود المبذولة في إطار تطبيق الحل السياسي الذي بادرت به الأممالمتحدة ويهدف إلى الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها وتلاحم شعبها. كما تتناول المحادثات أيضاً أهمية استعادة الأممالمتحدة دورها الأساسي في قيادة النقاشات بين الأطراف الليبية. وأورد بيان الخارجية الجزائرية أن جدول أعمال المناقشات يشمل أيضاً الاستحقاقات المقبلة على الصعيدين الدولي والإقليمي من أجل التوصل إلى حل دائم للأزمة.