ليس سراً القول إن لينكولن شهدت تراجعاً كبيراً في شؤونها وأحوالها في السنوات الأخيرة، لا سيما مع عدم قدرة تلك العلامة الأميركية النخبوية على المنافسة القوية مع علامات أخرى، سواء داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها. لذا، عندما أطلق النموذج التصوّري نافيغاتور العام الماضي، إيذاناً بطرح النسخة التجارية، أكد عددد من المراقبين والمحللين أن نافيغاتور ستعيد من دون شك جزءاً من بريق لينكولن المفقود. وفي مطلق الأحوال، فإنّ أيام نافيغاتور الهرمة التي تحتاج إلى سنوات لإطلاق جيل جديد منها، قد تصل إلى عشر سنوات من دون تغيير، تبدو كأنها ولّت من غير رجعة. فقد أزيح الستار عن جيل رابع من تلك ال SUV النخبوية الكبيرة الحجم في معرض نيويورك الدولي 2017، بوصفه موديل العام المقبل. لم تستفد نافيغاتور من طلة خارجية جديدة كلياً فحسب، وإنما استعانت بمحرّك قوي من فئة إيكوبوست V6، إلى جانب مقصورة داخلية هي الأرقى والأفخم في قطاع عروض ال SUV الأميركية. وبطبيعة الحال، فإن نافيغاتور الجديدة طوّرت انطلاقاً من فورد إكسبيدشن الجديد؛ إذ يشترك الاثنان في الهيكل الفولاذي العالي الصلابة والبنية الهيكلية المصنوعة من الألومينيوم للجسد الخارجي، ناهيك عن علبة التروس الأوتوماتيكية الجديدة من 10 نسب. وعلى رغم أن كاديلاك تمكّنت من حمل شعلة عروض ال SUV النخبوية لسنوات طويلة عبر موديلها إيسكاليد، يبدو أنّ هذه الأيام الغابرة قد ولّت بدورها؛ إذ إنّ لينكولن عادت وبقوة لتسحب البساط من تحت أقدام كاديلاك. ويمكن القول إن لينكولن عملت جاهدة أخيراً على استعادة سمعتها المعنية بالأناقة والفخامة والجاذبية الكلاسيكية، إذ إن استعانتها بالممثل الأميركي ماثيو ماكونهي للترويج لعروضها الجديدة في إعلانات تلفزيونية دعائية، تعكس تلك القيم والخصائص السابقة. وفي هذا السياق، يظهر ماكونهي مرتدياً بزة من دون رابطة عنق أو ياقة للقميص، مع تمدد يديه على المقود بعد يوم شاق طويل من العمل في منصب وظيفي مرموق شقّ طريقه الناجح فيه لسنوات طويلة. وفي الخلفية، هناك مقطوعة من موسيقى الجاز الخفيفة مع سقوط الأمطار على شارع مُدُني خال من المارّة. ويقول الإعلان الدعائي: «إن ذلك الشعور يدوم معك». وهذه هي الفكرة العصرية المختزلة والمفعمة بالمعاني الغنية التي تحاول لينكولن أن تجعلها تنطبع في أذهان زبائنها بوصفها تعكس الصورة الجديدة لعلامتها. وبخلاف الإعلان الدعائي، فإنه إذا ما واصلت لينكولن في إنتاج عروض مثل نافيغاتور الأحدث، فإنّ هذه الفكرة ستنطبع في الأذهان حتماً. تشبّه بعروض أخرى تشترك نافيغاتور الأحدث في «التيمة» التصميمية العامة مع خطوط كونتيننتال الخارجية، علماً أن الأخيرة هي سيدان تحاول أن تستعيد أمجاد لينكولن المفقودة منذ عقود طويلة، إذ حملت الزوائد الكرومية البرّاقة والعجلات الكبيرة وكذلك المصابيح الرئيسة الفريدة، تصميماً وقوراً ومهيمناً. من جهة ثانية، نجح مصممو لينكولن في بث روح جديدة في مقصورة نافيغاتور الأحدث؛ إذ تبدو غنية للغاية مع قشور خشبية حقيقية وزوائد معدنية برّاقة لتتمة الأجزاء المكسوّة بالجلود على مختلف المواضع. وعلى رغم أن الكونسول الوسطي لا يختلف كثيراً عن ذلك المعتمد في كونتيننتال الشقيقة، فإن التصميم العام لمقصورة نافيغاتور لا يشبه أياً من عروض ال SUV المطروحة في الأسواق. وفي هذا السياق، فإن لوحة القيادة جاءت مقسّمة إلى جزءين: الأول يتضمّن لوحة عدادات رقمية تستعين بشاشة قياس 12 بوصة أمام السائق، وجزء آخر يحتوي على شاشة مركزية للنظام المعلوماتي الترفيهي مثبّتة فوق فتحات تهوئة المكيّف المركزية. ويمكن السائق أن يستعين بنظام عرض المعلومات منعكسة على سطح زجاجي Head-Up Display. ولا يلتقي الكونسول الوسطي بلوحة القيادة فعلياً، وإنما هناك فاصل بين الاثنين. ويستوعب الكونسول الوسطي مكيّفاً يمكن ضبط درجة حرارته أوتوماتيكياً مع أوضاع القيادة المختلفة، إلى جانب شاحن للهواتف الذكية لاسلكياً وحاملَي أكواب يتخفيان تحت بابين يمكن طيّهما. ويبدو أن التصميم الأمامي للكونسول أعيد تكراره في الصف الثاني من المقاعد، لا سيما مع حاملي الأكواب ومساند الأذرع وعتلات التحكّم مع شاشة صغيرة لإضفاء لمسة فخمة تشبه تلك التي نجدها مع درجة رجال الأعمال في مقاعد الطائرات النفّاثة. وبالمثل، يوفّر صفّ المقاعد الثالث مساحات رحبة، حتى مع قاعدة العجلات القصيرة المتوافرة قياسياً مع نافيغاتور. وعموماً، توفّر نافيغاتور وضعية جلوس 2+2+3، علماً أن بعض الفئات تأتي بصف ثانٍ يستوعب ثلاثة ركاب، ما يجعل سعة المقاعد تصل إلى 8 أشخاص. كذلك توفّر نافيغاتور مساحات كبيرة للأمتعة والأغراض الشخصية، سواء خلف صف المقاعد الثالث أو مع طيّ كل مقاعده كلياً. وهناك سقف بانورامي زجاجي يضفي شعوراً بالإنشراح على كل الركاب، كما من الممكن الاستمتاع بشاشتين قياس 10 بوصات مثبتتين خلف ظهور المقاعد الأمامية. ويمكن لنظام الترفيه استقبال بطاقات ذاكرة SD ومخارج HDMI ووصلات الناقل العام وأيضاً الفيديو من خلال نظام SYNC AppLink. ويتيح نظام «سينك» التوافق مع نظامَي «آبل كار بلاي» و«أندرويد أوتو». كما يوفّر إمكان الإتصال بالإنترنت الفائق السرعة من خلال نقطة واي فاي ساخنة من الجيل الرابع، وهناك نظام صوتي اختياري يتصل ب20 سماعة. وعلى صعيد المقاعد، يمكن ضبط الأمامية كهربائياً في أكثر من 30 اتجاهاً لراحة معززة، فضلاً عن توافر خواص التدفئة والتبريد وأيضاً التدليك. قدرة 450 حصاناً ميكانيكياً، تستفيد نافيغاتور من محرّك أحدث فئة إيكوبوست من 6 أسطوانات V6 سعة 3.5 ليتر يولّد 450 حصاناً، وهو نسخة أعلى أداء من المحرّك ذاته المدعّم بفورد F-150 رابتور، ويعود الفضل إلى شاحني الهواء «توربو» والمكوّنات الأخرى. ولم تفصح لينكولن عن قدرة عزم الدوران لهذا المحرّك، لكن يرجّح الاستفادة من عزم الدوران ذاته (690 نيوتن متراً) المتأتي مع محرّك رابتور. ويتصل هذا المحرّك قياسياً بعلبة تروس أوتوماتيكية من 10 نسب، مع الأخذ في الاعتبار أنها ستساهم من دون شك في خفض معدّلات استهلاك الوقود مقارنة بالجيل السابق من نافيغاتور. عراقة لراحة البال وتتميز نافيغاتور بقدرتها على سحب «قطر» وزن يصل إلى 4545 كلغ، ما يسمح لها بأن تتفوق على بقية عروض ال SUV النخبوية من الحجم الكبير المطروحة في الأسواق، بما في ذلك قدرة طراز كاديلاك إسكاليد. يذكر أن نافيغاتور الجديدة التي خفّض وزنها بنحو 90 كلغ من خلال الاعتماد على الألومينيوم في معظم أجزاء السيارة، ستتوافر قياسياً بنظام دفع خلفي للعجلات، مع إمكان اختيار نظام دفع رباعي ضمن التجهيزات الإضافية. كما زودت نافيغاتور بمجموعة من الأنظمة المتطوّرة مثل تلك المتعلقة بتهيئة السيارة قبيل وقوع الاصطدامات مع خاصية رصد المشاة، فضلاً عن نظام كاميرا 360 درجة ونظام المساعدة على ركن السيارة واصطفافها، والوسائد الهوائية المتنوّعة وأحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت المزوّدة بخاصية الشدّ المسبق والارتخاء التدريجي، والهيكل الفولاذي الصلب المزوّد بألواح قابلة للالتواء بهدف امتصاص وقع الارتطام عند الصدمات، وغيرها. رحلة الألف ميل لا يسعنا سوى القول إن لينكولن أبلت بلاء حسناً في إعادة تصنيع نافيغاتور من الصفر. لكن، على رغم اللغة التصميمية الجديدة وتبنّي تقنيات متطورة عدة مع الجيل الرابع الأحدث، لا يزال يتوجّب على لينكولن قطع شوط طويل في سبيل جعلنا ننسى عروض نافيغاتور السابقة. وفي الإجمال، باتت لينكولن حالياً في وضعية أفضل لمنافسة كاديلاك، علماً أن الأخيرة لطالما هيمنت على قطاع السيارات النخبوية كبيرة الحجم، والفضل كان يعود إلى التقنيات المتطوّرة التي جعلت إسكاليد حديثة دائمًا! ومع نافيغاتور 2018، لا سيما لجهة محرّك إيكوبوست V6 الأعلى أداء وكذلك لجهة المقصورة الجديدة التي تمثّل طفرة حقيقية مقارنة بمقصورة الجيل السابق، فإنّ جديدة لينكولن ستكون لها الأفضلية على إيسكاليد، ما يعني أن كاديلاك يجب أن تحذر وتعدّ العُدة لإطلاق جيل جديد من سيارتها الSUV كبيرة الحجم، مع الإشارة الى أن الزيادة الملموسة في الفئة السعرية لنافيغاتور الجديدة مقارنة بالطراز السابق ستلعب دوراً سلبياً في بروز هذه المركبة. باختصار المحرّك عدد الاسطوانات V6 السعة (ليتر) 3.5 ايكوبوست القدرة (حصان) 450 العزم (نيوتن متر) 690 المقاييس الطول (ملم) 5258 العرض (ملم) 1707 الإرتفاع (ملم) 1983 طول قاعدة العجلات (ملم) 3022 ارتفاع الخلوص الأرضي (ملم) 214 أنظمة ثبات القيادة ABS/ESP/VDC نقل الحركة الدفع رباعي – خلفي علبة التروس أوتوماتيكية من 10 سرعات