طهران، باريس، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - تحدّت المعارضة النظام في إيران أمس، وسيرت تظاهرات في طهران ومدن أخرى، إحياءً لذكرى شخصين قُتلا خلال احتجاجات الاثنين الماضي. لكن السلطات قللت من أهمية التظاهرات، نافية مقتل شخص أمس، ومجددة اتهامها «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض في المنفى، بالسعي الى «إثارة فوضى وقتل أبرياء، بالتعاون مع رموز الفتنة». تزامنت التظاهرات في إيران أمس، مع إعلان المعارضة انشقاق أحمد ملكي القنصل الإيراني في ميلانو وقريب كروبي، وانضمامه الى المعارضة. وتميّزت الاحتجاجات أمس، باعتقال السلطات لفترة وجيزة فائزة رفسنجاني ابنة هاشمي رفسنجاني رئيس «مجلس خبراء القيادة» و «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، وخصم الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن فائزة اعتُقلت في ساحة ولي عصر وسط طهران «فيما كانت تدلي بتصريحات فظّة وتُطلق شعارات تحريضية للتسبّب باضطرابات». وفي وقت لاحق، أفادت وكالة «فارس» ب «إطلاق فائزة بعدما قالت إنها كانت تتسوق ملابس». ونقل موقع «راه سابز» المعارض عن شهود قولهم ان «الشرطة أطلقت غازاً مسيلاً للدموع، وبدأت مطاردات بين الشرطة والمتظاهرين في ساحة ولي عصر»، فيما أفاد موقع «سهام نيوز» التابع للزعيم المعارض مهدي كروبي بتجمع متظاهرين في ساحات أخرى في طهران وفي بعض الشوارع، وهم يهتفون «الله اكبر» و «الموت للدكتاتور»، إضافة الى تجمعات في أصفهان وسط البلاد وشيراز جنوباً وإقليم كردستان. وأكدت «فارس» المقربة من «الحرس الثوري» أن «هدوءاً» يسود طهران مع انتشار قوات الأمن ب «أعداد ضخمة»، مشددة على أن «الشرطة تسيطر على الوضع، والأمن يسود المدينة مع عدم ورود تقارير عن حدوث أي حوادث». وأضافت إن الوضع هادئ في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، والتي تُعدّ ثاني أكبر المدن الإيرانية. لكن القسم الفارسي في «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي) أفاد بمقتل متظاهر برصاص أجهزة الأمن وسط طهران، فيما نفت السلطات ذلك. كما نفى قائد الشرطة في إيران إسماعيل أحمدي مقدم حدوث أي احتجاجات مهمة، قائلاً: «على رغم جهود الأعداء الذين يريدون إثارة توتر، لم يحدث شيء في البلاد». وأكد «راه سابز» قطع شبكات الهاتف الخليوي وسط طهران، فيما «تباطأت» سرعة الانترنت «في شكل كبير». تزامن ذلك مع اتهام وكالة «فارس» موقع «غوغل» ب «التحوّل رسمياً الى أداة في خدمة وزارة الخارجية الأميركية، لمساندة الحركة المناهضة للثورة». أتى ذلك بعد تحذير «فارس» من أن «فرقاً إرهابية لزمرة المنافقين (مجاهدين خلق) دخلت الأراضي الإيرانية طيلة الأيام الماضية، لتنظيم تجمعات صغيرة غير قانونية لخوض مواجهة مسلحة مع النظام الإيراني وإثارة فوضى واستهداف مواطنين أبرياء وتضخيم عدد القتلى، بالتعاون مع رموز الفتنة». في المقابل، أعلن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» الذي ترأسه مريم رجوي، أن حوالى 1500 عنصر من «حزب الله» شاركوا أمس والاثنين الماضي، في قمع التظاهرات في إيران. وأضاف إن «السلطة استخدمت بكثافة قوات حزب الله اللبناني في قمع حركة الانتفاضة الشعبية في إيران»، لافتاً الى أن النظام «يحشدهم في الشوارع بلباس مدني لمساعدة قوات الأمن في مواجهة الاحتجاجات وأعمال الشغب». في واشنطن، حضّ مسؤولون أميركيون بارزون سابقون إدارة الرئيس باراك أوباما على رفع اسم «مجاهدين خلق» من اللائحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية، معتبرين أن ذلك سيزيد الضغوط على طهران. وبين الموقّعين على العريضة، بيل ريتشاردسون الحاكم السابق لولاية نيومكسيكو ووزير العدل السابق مايكل موكاسي والرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) مايكل هايدن. تزامن ذلك مع تأكيد مواقع معارضة ان أجهزة الأمن بدأت إغلاق مدخل منزل لزعيم المعارضة مير حسين موسوي ببوابة حديد. ويعيش موسوي وزوجته زهرة رهنورد منقطعيْن عن العالم، بعد عزلهما قبل أيام، ومنع بناتهما من رؤيتهما. في غضون ذلك، بعث كروبي برسالة الى رئيس القضاء صادق لاريجاني، جدد فيها دعوته الى «عقد محاكمة علنية بالسرعة الممكنة وعبر القنوات القانونية، لسماع التهم والدفاع»، مطالباً بأن تكون محاكمته «عادلة وعلنية حتى يعرف الناس الحقيقة». وأفاد موقع «سهام نيوز» بأنه نشر الرسالة، إذ أن كروبي «الخاضع للإقامة الجبرية، لا يستطيع تقديمها شخصياً للاريجاني». وأكد كروبي أن «إصراره على الدفاع حتى النهاية عن الحقوق المشروعة للشعب، لا يتزعزع». في غضون ذلك، سخر مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي من «الضجيج الذي يثيره الغرب» في شأن بلاده، مؤكداً ان «الوقت يعمل لمصلحة إيران». واعتبر أن العالم الإسلامي يمرّ في ظروف «تاريخية وحساسة، وأميركا هي مشكلته الرئيسة». ودعا الى «ألا يتسلّم شخص عميل لنظام فرعون مصر، سدة الحكم مرة أخرى».