منذ انطلاق الموسم الحالي، وأنصار نادي الاتحاد يضربون كفاً بكف على مستوى فريقهم تارة، وعلى نتائجه تارة أخرى، وعلى رغم التخبط الذي يعيشه الفريق، إلا أن إدارة النادي كانت متمسكة ببقاء الجهاز الفني بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه، والإداري بقيادة حمد الصنيع، ومع تواصل النتائج السيئة والتعادلات المتوالية، اختار جوزيه الرحيل، لأن إدارة النادي عجزت عن اتخاذ قرار الاستغناء عنه، وعقب رحيل العجوز البرتغالي، جاء القرار غير المنطقي بالتعاقد مع مواطنه توني أوليفيرا، وهو مدرب برأيي لا يوازي طموحات الاتحاديين، ولا يمتلك القدرة على قيادة الفريق إلى تحقيق الإنجازات، واللافت في الأمر أن تغيير المدرب لم يصاحبه تغيير في أداء الفريق ولا حتى في خطة اللعب، ما جعل الاتحاديين يلتفتون إلى الجهاز الاداري للفريق، والدور السلبي الذي يلعبه الصنيع منذ توليه المهمة. بالأمس اتخذت إدارة النادي قراراً بالاستغناء عن الصنيع ومعاونيه في خطوة تأخرت كثيراً، ولم يكن لتأخيرها مبرر، خصوصاً أن هذا الاداري لا يتمتع بعلاقات طيبة مع اللاعبين، ولا يحظى بقبول من الاتحاديين عموماً، فضلاً عن أنه لا يمتلك القدرة على التواصل بطريقة ايجابية مع المحيطين به من مدربين ولاعبين وأعضاء شرف واعلاميين ومشجعين، كان من الأجدر أن يكتشف الاتحاديون أن الصنيع ليس الرجل المناسب لتولي الأمور الادارية في الفريق، على اعتبار أن هذه المهمة تحتاج قدرات وامكانات لا يمتلكها حمد الصنيع، كان على إدارة النادي أن تعترف بأنه لا يتمتع بمهارات اتصالية جيدة مع اللاعبين تحديداً، وهو الرجل الذي يقدم نفسه بصلاحيات «مدير المدرسة»، وهذا أمر خانق لنجوم يعانون تخمة المباريات، وكثرة الالتزامات والمعسكرات، اتحاديون كثر أدركوا الحقيقة باكراً، وطالبوا بإبعاد الصنيع كما أبعده الاتحاد السعودي لكرة القدم من لجانه المتعددة، غير أن هناك لغة صلف وصدود مارسها أصحاب القرار في البيت الاتحادي، على اعتبار أن كثرة التغييرات أمر غير صحي، والحقيقة أن كثرة التغييرات ليست أمراً جيداً في حال كان الاختيار الأولي صائباً، ولكن في حال الصنيع كان مجرد الاستعانة به مجدداً فاتحة تخبط دفع الاتحاد ثمنها غالياً. لا يختلف اثنان على أن الاتحاد ناد يتمتع بنسيج بسيط خال من التعقيدات، ومجرد التفكير في اغراق هذا النادي بالتفاصيل المعقدة، يعني أن «العميد» سيتحول إلى ناد مختلف، ربما لن يعرفه الاتحاديون، وهو ما حدث في الموسم الحالي، حتى يعود الاتحاد يجب أن يجد ضالته في تعيين مدير للفريق يتمتع بشخصية قوية يمتلك من الاحترافية ما يجعله إدارياً ناجحاً قريباً من الجهاز الفني ورئيس النادي، إداري يجد اللاعبون فيه شخصاً يستمع إليهم، ويتعامل معهم باحترافية بعيداً عن التسلط وضرب اللاعبين بسوط الصلاحيات. طلال الحمود [email protected]