شدد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، على أن أبرز أولوياته تتمثل في «الحفاظ» على الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست، مستدركاً أن بلاده قادرة في غضون 5 أيام على استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، إذا تخلّت الولاياتالمتحدة عن الاتفاق. وفي خطوة لافتة، نفى «الحرس الثوري» الإيراني تقارير عن خطط لتنفيذ عمليات مشتركة مع تركيا ضد «حزب العمال الكردستاني» خارج حدود إيران، علماً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أعلن أن أنقرةوطهران ناقشتا تنفيذ عملية مشابهة ضد المسلحين الأكراد، فيما تحدثت إيران عن «اتفاقات» لكبح عبور «إرهابيين» الحدود. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني حذر الأسبوع الماضي من أن بلاده تستطيع الانسحاب من الاتفاق في غضون «ساعات» إذا شدّدت واشنطن عقوبات عليها. وقال صالحي أمس: «تحذيرات الرئيس ليست صادرة من فراغ، بل جاءت وفقاً لمعطيات متوافرة لديه». وأضاف: «بذلنا جهوداً كثيرة للتوصل إلى الاتفاق النووي، ولم نحققه بسهولة لنفقده بسهولة. إننا مؤيّدون له وملتزمون به، ونعتبر بقاءه في إطار المصالح والمنافع الوطنية والإقليمية والدولية ومعاهدة حظر الأسلحة الذرية. أبرز أولوياتنا حفظ الاتفاق ولكن ليس بأي ثمن، وإذا أراد الطرف الآخر المسّ به فسننفذ ما يُذهله». وأشار إلى أن الاتفاق «ثبّت» منشأة «فردو» المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم، «فيما كانوا (الأطراف الآخرون) يريدون ألا تكون موجودة أساساً وطالبوا بإغلاقها». وأضاف: «إذا صمّمنا، يمكننا في غضون 5 أيام على الأكثر بدء التخصيب بنسبة 20 في المئة في فردو»، علماً أن هذه النسبة تسهّل بلوغ مستوى 90 في المئة اللازم لتطوير سلاح نووي. ورأى أن «هذا الإجراء يحمل رسائل متعددة، تقنياً ومهنياً، يفهمها الطرف الآخر جيداً»، مستدركاً: «بالطبع لا نحبذ حدوث هذا الأمر، ونبذل جهداً كبيراً لتطبيق الاتفاق النووي». وتابع صالحي، في إشارة إلى الأميركيين: «إذا ألغوا الاتفاق مع إيران فستقول كوريا الشمالية إنكم لا تلتزمون تعهداتكم. ستنهار صدقية الولاياتالمتحدة وستُطرح أسئلة في شأن الأسباب التي تجعلهم يقدّمون التزاماً ثم ينتهكونه». ونفى «صبّ إسمنت في قلب مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، بل في «بعض أنابيب المفاعل بقطر سنتيمترات وبطول مترين أو 3 أمتار، وهي أنابيب موجودة خارج المفاعل، لا داخله». إلى ذلك، نفى «الحرس الثوري» وجود «خطط لتنفيذ برنامج عملاني خارج حدود إيران»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «سيتصدّى بقوة لأي مجموعة أو خلية أو شخص يحاول التسلل إلى الأراضي الإيرانية، لتنفيذ عمليات مناهضة للأمن أو إرهابية». وكان أردوغان قال إن قادة الجيشَين التركي والإيراني ناقشوا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد، فيما أوردت صحيفة «توركيي» التركية، أن طهران قدّمت خلال زيارة رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري أنقرة الأسبوع الماضي، «اقتراحاً مفاجئاً» لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتَي قنديل وسنجار شمال العراق. على صعيد آخر، أعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، مفاوضات مع «تويتر» لرفع الحظر المفروض على الموقع. وأضاف أن الموقع «أعلن استعداده للتفاوض على تسوية المشكلات» مع طهران، وتابع: «نظراً إلى الوضع الحالي، هناك أسس للمفاوضات والتواصل. تويتر ليس بيئة غير أخلاقية يجب حجبها». وحجبت السلطات الإيرانية موقع التواصل الاجتماعي، بينها «تويتر» و «فايسبوك» و «يوتيوب»، خلال الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009. لكن شخصيات بارزة في النظام تستخدم «تويتر»، مثل المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وذكر آذري جهرمي أن المسؤولين يدرسون أيضاً كيفية رفع الحجب عن «يوتيوب»، مع مواصلة الرقابة على «محتواه المنافي للأخلاق».