أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس، أن الاستفتاء على الاإنفصال عن العراق لن يؤجل ولو «لدقيقة واحدة»، في وقت أعلن «مجلس لاستفتاء» نتائج زيارته بغداد. وقال بارزاني في كلمة، خلال لقائه زعماء مسيحيين وإيزيديين وتركمان وأرمن: «سنتحمل أي شيء، ولكننا لن نؤجل الاستفتاء ولو لدقيقة واحدة». وأضاف: «هناك من يقول ان الاستفتاء ليس في مصلحة العراق والمنطقة، ونحن نقول لهم ان تأجيله ليس في مصلحة الأكراد أيضاً». وعن المادة 140 من الدستور العراقي التي تخص المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، قال إن «قوات البيشمركة طبقت هذه المادة بشجاعتها»، وتابع ان «الاستفتاء لن يؤثر بأي شكل من الاشكال في الحرب على داعش»، وأكد ان «الدستور العراقي منحنا حق الاستقلال». وتابع ان «كل مكونات إقليم كردستان ستشترك بكتابة دستور الدولة المستقلة»، لافتاً إلى ان «نظام الحكم فيها لن يكون فيدرالياً». أضاف ان «وفدنا في بغداد لم يكن يتفاوض على فشل النظام الاتحادي، بل أوضح رؤيتنا لما بعد الاستفتاء على الاستقلال لمنع إراقة الدماء في المستقبل، ونحن نريد أن نعيش في سلام كجيران مع العراق». وزاد: «في كردستان المستقلة يمكن ان يكون لدينا اقتصاد أقوى، وأفضل المعدات العسكرية، وأن تكون كردستان حليفاً أقوى للجميع»، وتابع «لقد حاولنا منذ 100 سنة ان نعيش بشراكة مع العراق غير أننا نريد تحقيق الاستقلال من طريق السلام. إننا واقعيون ونعرف من خلال جولة واحدة من المحادثات مع بغداد، لا يمكن حل كل شيء»، واعتبر ان «عصر التهديدات انتهى. ونحن لا نقبل تلك اللغة من احد. وإذا كان الاستقلال سيئاً، فلماذا الآخرون مستقلون». وأضاف ان «الدماء التي أريقت لنا في المعركة ضد تنظيم داعش يجب ان يكون لها ثمار، وثمارها الاستقلال وعلينا أن نضع نظاماً، ومؤسسات دستورية لضمان حقوق الإنسان في كردستان». وتابع: «من أجل كردستان المستقلة نحن في حاجة إلى نشيد وطني جديد، وتغيير العلم ليشمل رموز المكونات الأخرى أيضاً». وكان وفد «مجلس الاستفتاء» برئاسة روز نوري شاويس زار بغداد الاسبوع الماضي وبحث في الاستفتاء المقرر في 25 ايلول (سبتمبر) المقبل من دون ان يتوصل الى نتائج مرضية للاقليم. وقال الناطق باسمه سعدي بيره، خلال مؤتمر صحافي عقده امس في أربيل، إن «الوفد مثل اكثر الأحزاب الكردستانية باستثناء الإخوة في حركة التغيير والجماعة الإسلامية، وكانت زيارتنا بغداد لغرض الانفتاح والحوار مع الأطراف العراقية بشأن الاستفتاء». وتابع ان «الوفد لم تكن لديه خطوط حمر مع الأطراف العراقية. اجتمعنا مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي لمناقشة الاخطاء التي ارتكبت، والخروقات التي حصلت في الدستور، وطلب منا الاستمرار في الحوار للوصول الى عدة خيارات من الممكن ان يتم التوافق عليها». وزاد ان «الوفد اجتمع مع الأطراف والقوى السياسية الأخرى من بينها التحالف الوطني الحاكم واستعرضنا لهم النواقض والخروقات التي حصلت في الدستور إضافة الى عدم وجود ضمانات لحل الخلافات والقضايا العالقة، وعدم تطبيق المادة 140 من الدستور تحديداً، وقد وقع اختيارنا على عدة مواضيع لكي تكون مشروعاً للطرفين يطرحه التحالف على قياداته، ونطرحه نحن على اللجنة العليا للاستفتاء في كردستان». ولفت الى ان «ما تم تداوله عبر وسائل الاعلام، عدا ما صرحنا به أنا وعضو الوفد روز نوري شاويش، ليس له أي أساس من الصحة»، مؤكداً ان «إقليم كردستان لم يتغير موقفه من الاستفتاء وحق تقرير المصير».