أصبح موضوع تسييس الحج وتدويل الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، غير مستغرب ممن يكنون الضغينة للمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة. وعلى رغم الاستعدادات التي تقوم بها المملكة لاستقبال أكثر من مليوني حاج يفدون إليها من كل فج عميق، تظهر جلياً تصريحات من بعض الدول التي تُمارس الإرهاب، لكي تتخذ الحج وسيلة للتخفيف وإبعاد أنظار العالم عما تقوم به، ولم تكتف بذلك، بل حرمت شعوبها من أداء شعيرة الحج. ففي العام الماضي قامت إيران بمنع مواطنيها من الحج ولحقت بها قطر هذا العام، وسعتا إلى تسييس الحج، وهذا ما اعتبرته المملكة عملاً عدوانياً وتدخلاً سافراً في السيادة الخاصة للمملكة، ما حدا بالحكومة القطرية بالتراجع عن تصريحاتها. وللعودة للوراء نجد أن إيران هي أول الدول التي سعت مراراً وتكراراً لتسييس الحج من خلال توجيه حجاجها لممارسة أعمال سياسية بل وإجرامية أثناء أداء الفريضة منذ عام 1987 وحتى اليوم، وكذلك رفع الشعارات الطائفية. ويعتبر الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من أوائل من دعوا ل«تدويل الحج» وضرورة نزع مسؤولية إدارته من يد السعودية، داعياً إلى تأسيس «فاتيكان إسلامية» في مكةالمكرمة والمدينة المنورة.