أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تجري اتصالات مع السعودية ومصر لدفع جهود تشكيل وفد موحد يمثل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف. وأشار إلى تعقيدات تعترض إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، لكنه لفت إلى «جهد مكثف» لإنجاز اتفاق في هذا الشأن قريباً. وفي رسالة غير مباشرة هدفت إلى إعلان دعم موسكو اجتماعات المعارضة السورية في الرياض، كشف لافروف عن «مشاورات جارية مع السعودية» لدعم جهود توحيد وفد المعارضة إلى جنيف، لكنه قال إن موسكو سوف تعلن في وقت لاحق نتائج هذه الجهود. وكان لافروف أشاد خلال لقائه أمس في موسكو مع نظيره المصري سامح شكري ب «الدور المصري المهم في دعم جهود إقامة مناطق خفض التوتر في سورية، والعمل المشترك لتوحيد وفود المعارضة» وأوضح أن روسيا «تعمل مع شركاء آخرين أبرزهم المملكة السعودية في هذا الاتجاه». وأضاف أن عملية تشكيل الوفد «يجب أن تتم على أساس بناء وواقعي»، مشيراً إلى «حرص مشترك» مع مصر على إنجاح هذا الجهد تبلور من خلال قيام الطرفين بحض المعارضة في منصتي موسكو والقاهرة على دعم هذا التوجه. وزاد أن «نتائج الجهود الجارية سيتم الإعلان عنها قريباً». إدلب وتطرق لافروف إلى الوضع في إدلب، مشيراً إلى تعقيدات تواجه إقامة منطقة خفض توتر في المنطقة. وأوضح أنه «توجد صعوبات هناك لأسباب مفهومة» لكنه لفت إلى تواصل المشاورات مع تركيا وإيران باعتبارهما تشكلان مع روسيا الأطراف الضامنة وقف النار في سورية. وقال إن الأطراف الثلاثة تناقش تفاصيل إنشاء منطقة خفض التوتر الرابعة في إدلب، لاستكمال تطبيق الاتفاق الذي أعلن في جولة مفاوضات آستانة في أيار (مايو) الماضي. ولفت إلى صعوباتٍ تتمثل في التناقضات المتواصلة بين أطراف المعارضة السورية، والحاجة إلى التوافق على آليات وتفاصيل انشاء المنطقة والإجراءات الأمنية التي يجب اتخاذها لدعم ومراقبة وقف النار، وإقامة شريط أمني حدودي لتنظيم عمليات المراقبة والإمداد. وأوحى حديث لافروف بأن إعلان منطقة خفض التوتر في إدلب سوف يتزامن مع عقد الجولة الجديدة في آستانة، موضحاً أن لقاءً ثلاثياً سيعقد قبل نهاية الشهر على مستوى الخبراء، وسترفع نتائجه لإقرارها في جولة المفاوضات المقبلة في آستانة والتي ينتظر أن تنعقد في التاسع من الشهر المقبل. ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن القوات الجوية الروسية قتلت أكثر من 200 من عناصر تنظيم «داعش» كانوا يحاولون التسلل إلى مدينة دير الزور، ودمرت قافلة تضم نحو عشرين مركبة محملة باسلحة خفيفة ومتوسطة. ونشرت وزارة الدفاع شريط فيديو يظهر قيام سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات صاروخية على قافلة مركبات طويلة. وأفادت الوزارة في بيان بأن «الطيران التابع للقوات الجوية الروسية، دمر مجموعة كبيرة للمسلحين، أثناء توجهها إلى مدينة دير الزور، حيث يحاول الإرهابيون الدوليون، إعادة تجميع قواتهم وتجهيز موطئ قدمهم الأخير في سورية». وأشارت الوزارة إلى أن الغارة أسفرت عن قتل أكثر من 200 مسلح من تنظيم «داعش»، كما دمرت أكثر من 20 مركبة مزودة بأسلحة ذات عيار كبير وقاذفات قنابل، إضافة إلى عربات مدرعة، بما في ذلك دبابات، وشاحنات ذخائر ضمن القافلة. ولفت البيان إلى أن مسلحي «داعش» حاولوا خلال الشهر الجاري جمع قواتهم في محافظة دير الزور، بالتزامن مع عمليات الجيش السوري والطيران الحربي الروسي التي أسفرت عن طردهم من مناطق جنوب الرقة وغرب حمص. وشدد البيان على أن «هزيمة داعش في دير الزور، ستكون هزيمة استراتيجية للتنظيم الإرهابي الدولي في سورية». وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وصف معركة دير الزور، بأنها ستكون «نقطة تحول أساسية وسوف يَسمح فك الحصار عنها، بالحديث عن انتهاء الحرب ضد الإرهابيين في سورية». وقال رئيس إدارة العمليات في الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحافي خصص للوضع في سورية، إن «القوات الحكومية السورية تمكنت خلال الشهر الأخير، بدعم القوات الجوية الروسية من تحقيق تقدم بارز». وأضاف أن المجموعات الإرهابية وخصوصاً تنظيم «داعش» تلقت «ضربة قوية في مناطق وسط سورية وتم تطهير حلب وريفها نهائياً من الإرهابيين». وأوضح أنه تم خلال شهر «تحرير 50 بلدة أو ما يعادل 2700 كيلومتر مربع من سيطرة تنظيم «داعش» وتم فرض طوق حول مجموعة كبرى من الإرهابيين في بلدة عقيربات وسيتم الإعلان عن تحريرها قريباً». وتطرق إلى الوضع حول دير الزور مشيراً إلى أن «الطيران الروسي زاد طلعاته بمعدل 60 إلى 70 طلعة يومياً للقضاء على الإرهابيين المحاصرين في مناطق عدة ويحاولون الانتقال إلى دير الزور». وأشار إلى أن تنظيم «داعش» نقل أقوى مجموعاته إلى دير الزور من الرقة والموصل». وقال إن القوات السورية استردت بلدة السخنة الاستراتيجية وإنها تطور الهجوم باتجاه دير الزور حالياً، من ثلاثة محاور وبدعم من الطيران الروسي. وقال إن القوات الحكومية السورية تتقدم بمعدل 30- 40 كيلومتراً يومياً.