وجه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح انتقادات مباشرة وغير مسبوقة لجماعة الحوثيين الإنقلابية، التي تحالف حزبه (المؤتمر الشعبي العام) معها في الانقلاب على الحكومة الشرعية قبل نحو ثلاث سنوات. وتشكل انتقادات صالح أول وأقوى رد على خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي الذي ألقاه أول من أمس على جموع من أنصاره، أطلق عليهم «حكماء وعقلاء اليمن»، عبر شاشة من مخبئه في محافظة صعدة، ووجه الحوثي في خطابه اتهامات لحليفه «المؤتمر الشعبي» بالطعن من الخلف والتشكيك في نياته لجهة الوقوف معهم بصدق والتستر على الفاسدين والسيطرة على مؤسسات الدولة وخلخلة الجبهة الداخلية، باعتزامه إقامة مهرجان جماهيري كبير في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء يوم الخميس المقبل بمناسبة ذكرى مرور 35 سنة على تأسيس حزب «المؤتمر»، اعتبره الحوثيون موجهاً ضدهم. ورد صالح على الحوثيين بخطاب ألقاه أمس في صنعاء أمام جمع حاشد من أعضاء حزبه ورجال القبائل ومناصريه هدد فيه بالانسحاب من التحالف معهم واتهمهم بالوصاية على الحكومة التي شكلوها والتفرد بالقرار. وقال: «لست رجل مواعظ ولكني رجل أقوال وأفعال»، وأضاف إن «المؤتمر الشعبي» سيوجه في مهرجانه رسائل الى الداخل والخارج، والرسالة الأخرى اننا نمد أيدينا للسلام لا للإستسلام»، وقال صالح إن هذه الرسائل تنم عن «الحكمة عند العقلاء والشخصيات السياسية المرموقة والمسؤولة لإزالة سوء الفهم والابتعاد من التوتر الموجود في الساحة». ودعا صالح الحوثيين إلى الابتعاد عن التوتر لأنه لا يخدم تحالفهما. وكشف أن الحوثيين هم من طلب التحالف مع حزبه، وقال: «هذا كان الاتفاق بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه مع انصار الله وبناء على طلب إخواننا وأشقائنا في انصار الله ان نكون شركاء وأن لا يبقوا في الميدان وحدهم ونبقى إلى جانبهم، مش من أجل المكاسب. المؤتمر لا يبحث عن مكاسب». واتهم صالح لجان الحوثيين بعرقلة كل ما تم الإتفاق عليه موجهاً اتهامه إلى «اللجنة الثورية» الحوثية، وقال: «طيب اتفقنا على الشراكة شراكة حقيقية لإدارة شؤون البلاد سياسياً وثقافياً واجتماعياً ولكن للأسف الشديد هناك لجان إشرافية، واللجنة الثورية التي اتفقنا إنها تنتهي مهمتها بتشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ، اتفقنا على هذا الأساس، لكن الذي يُمارس أن اللجنة الثورية تسيطر على المجلس السياسي الأعلى في الميدان، أي قرارات يصدرها لا تتفق مع اللجنة الثورية تقوم بالغائها». وأضاف صالح: «اتفقنا على أن تذهب الموارد إلى الخزينة العامة وعدم الصرف منها من خلال المؤسسات أو الشركات ولا يجوز دستورياً أو قانونياً أن يمس أحد هذه الإيرادات. نسأل لماذا نحن من دون مرتبات لعشرة أشهر؟ أين المرتبات؟». ونفى صالح اتهامات الحوثي بأن «المؤتمر» يعطل مهمات لأجهزة الرقابية، ودعا إلى إنهاء أي دور لما يسمى «اللجنة الثورية» الحوثية ووصايتها على حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي مطالباً الحوثي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وقال: «ما فيش لجنة ثورية ما فيش لجان إشرافية ولا مشرفين فوق الوزراء». وعبر صالح عن استعداد «المؤتمر الشعبي» للانسحاب من التحالف مع الحوثيين وقال: «نحن نمد أيدينا لإخواننا ما عندنا مانع، تريدون أن نبقى معاكم في الشراكة في إدارة شؤون البلاد في إطار الدستور والقانون، نحن على العين والرأس، إما إذا أردتم أن تعودوا إلى السلطة منفردين فنحن سننسحب». إلى ذلك، علمت «الحياة» أن عدداً من مشايخ القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء رفض أوامر قيادات حوثية بالعمل على إفشال مهرجان «المؤتمر» يوم الخميس. وقالت مصادر متطابقة أن أبو علي الحاكم القيادي الحوثي طلب من مشايخ آخرين ينتمون الى حزب صالح عدم حضور المهرجان ومنع رجال القبائل من الحضور، غير أن هؤلاء المشايخ رفضوا دعوته.