أعلن الجيش العراقي تحقيق مكاسب سريعة في قضاء تلعفر، بعد ساعات على بدء الهجوم لاستعادة آخر معاقل «داعش» في نينوى، فيما خيّر رئيس الوزراء حيدر العبادي عناصر التنظيم بين «الاستسلام أو الموت». ويقع قضاء تلعفر على بعد 65 كيلومتراً جنوب الموصل، وتشير التقديرات إلى وجود نحو 2000 إرهابي فيه محاصرين من كل الجهات، حيث تنتشر قوات من الجيش والشرطة و «الحشد الشعبي» في الجهة الجنوبية، و «البيشمركة» في الجهة الشمالية. وعقب إعلان طيران الجيش «إلقاء آلاف المنشورات في القضاء تضمنت توصيات للسكان بالاستعداد للنصر القريب»، ألقى العبادي خطاباً فجر أمس محذراً «الإرهابيين من أن لا خيار أمامهم إما الاستسلام أو الموت». وأعلن قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان «البدء بتدمير خطوط العدو من محاور عدة والتقدم نحو مركز تلعفر، بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب (العمليات الخاصة الأولى والثالثة) والشرطة الاتحادية بفرقها الآلية وفرقة الرد السريع والفرقة السادسة و12 لواء من قوات الحشد الشعبي، بإسناد من صقور القوة الجوية وطيران الجيش ودعم طيران التحالف الدولي». وأكد في بيان لاحق «سيطرة قطعات الفرقة 16 على قرى بطيشة والعلم وخفاجة وحلبية العليا ومرازيف (شرق)، إضافة إلى نجاح قوات جهاز مكافحة الإرهاب بتحرير قرى قزل قيو، وكسر محراب في الجنوب الغربي». ويشارك في المعركة أكثر من 30 ألف مقاتل لإحكام السيطرة على القضاء الذي تقدر مساحته بنحو 3200 كيلومتر مربع، كان يسكنها أكثر من 205 آلاف نسمة غالبيتهم من التركمان الشيعة، قبل أن ينزح نحو 60 في المئة منهم إثر سقوطه بيد التنظيم منتصف عام 2014. وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب أن «الأولوية هي المحافظة على المدنيين والبنية التحتية، وتأمين ممرات آمنة لهم، وتقليل الخسائر في صفوف المقاتلين، ومنع الآمرين والمقاتلين من الإدلاء بأي تصريح إعلامي». وسيطرت قوات من الجيش و «الحشد الشعبي» على «قرية تل الصبان، جنوب غربي المدينة القديمة وطوقت قرية قرتبه، وتقدمت 3 كيلومترات في المحور الجنوبي لتحكم قبضتها على أربع تلال». وذكر «الحشد الشعبي» أن قواته «وصلت إلى البوابة الغربية المؤدية إلى مركز المدينة وسط انهيار ملحوظ في صفوف العدو»، لافتاً إلى أن «طيران الجيش دمر ثلاث عجلات مفخخة حاولت إعاقة تقدم القطعات، فضلاً عن عربة أخرى يقودها انتحاري دمرها أبطال الحشد أثناء محاولتها إعاقة التقدم باتجاه المحور الغربي، وأربع عجلات مفخخة في منطقتي الزريقي وتل المحراب» من جهة أخرى، أكدت قوات «بدر»، وهي أحد فصائل الحشد، السيطرة على سلسلة التلال المؤدية إلى جبل ساسان، وتحرير منطقتي العبرة الصغيرة وعبرة النجار، لافتة إلى «معالجة ثلاثة انتحاريين مع عجلاتهم المفخخة». وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت إن قواته «المسنودة بطيران الجيش سيطرت على منطقة العبرة الصغيرة، وهي تتقدم في المحور الغربي صوب مناطق السعد والزهراء والوحدة»، وأضاف أن «الفرقة الآلية ومغاوير النخبة بإسناد الحشد الشعبي استعادت السيطرة على مناطق عبرة النجار وعبرة حنش والعبرة الكبيرة والعبرة الصغيرة». وأفاد مصدر أمني أن «أكثر من 300 مدني تم إجلاؤهم بعد وقت قصير من بدء الهجوم»، وسط توقعات بتزايد موجات النزوح مع دخول القوات إلى مركز المدينة. وقال الخبير الأمني هشام الهاشمي إن «معركة تلعفر مهمة لكل الأطراف التي تشارك فيها للمحافظة على المصالح في هذه الجغرافية الحدودية، بين العراق وتركيا، والعراق وسورية، والعرب والأكراد، والعرب والتركمان، وبين التركمان السنّة والتركمان الشيعة، الأكراد والإيزيدية، والعرب والإيزيدية وحلفاء أربيل وحلفاء بغداد، وربما وقد تصبح سبباً مهماً للنزاع بين كل هذه المكونات». ولفت إلى أن «هناك توافقاً في الرؤية الأميركية - الروسية على تدمير وقتل عناصر داعش وعدم السماح لهم بالهروب نحو سورية». وأشار إلى أن «القوات العراقية تعاظمت قدراتها وخبراتها، في مقابل انكسار قوات النخبة في داعش من العرب والأجانب، ما أضعف قدرته على المبادرة ومسك الأرض، إلى جانب هلاك معظم قادته المؤسسين ومن الصف الأول، وعدم قدرته على التجنيد، بعد تفكك هيكله التنظيمي». وزاد أن «المعركة تشبه ما حصل في معركة سهل نينوى ولن تكون معقدة، إلا في حي السراي ومنطقة التلال الغربية».