حذر المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، من تحول الغيرة إلى «مرض نفسي، في حال الوصول إلى مرحلة الإيذاء النفسي والجسدي»، مبيناً ان «الغيرة عبارة عن مجموعة من الانفعالات المختلطة من الحب والغضب، لكن إذا وصلت إلى تنغيص الحياة، فقد تكون انتقلت من نطاق الغيرة المحببة بين الزوجين إلى المستوى المرضي. وهذا يتعلق في كلا الجنسين الرجل والمرأة». وأضاف الزهراني، في تصريح ل «الحياة»،» ان «الغيرة في مستوى معين تكون محببة، وتبين مقدار المحبة، ولكن لا إفراط ولا تفريط»، مشيراً إلى نزعة «حب التملك لدى البعض، التي تكون معقولة في الماديات فقط، أما تملك الأشخاص فمرفوضة، حين ترغب الزوجة في ان تكون المتصرفة في عقل زوجها وحياته، والعكس أيضاً». ولفت إلى وجود أمراض نفسية شائعة لدى النساء، أبرزها «الاكتئاب، الذي يفوق معدلاته بينهن، الرجال. ولا توجد أسباب محددة له»، مبيناً ان تقبل الزوجة لخيانة الزوج وأثرها النفسي عليها، «يعتمد على شخصية المرأة، فإذا كانت تتسم بالحساسية، فقد تتأثر نفسياً في شكل مرضي. وبعض النساء لديهن مقاومة شديدة. وهذا يعتمد على تكوين المرأة وشخصيتها، وطبيعة مجتمعها، ففي بعض المجتمعات لا يشكل إقدام الزوج على الاقتران بأخرى أي مشكلة بالنسبة للزوجة الأولى». وتتعدد مظاهر الغيرة بين النساء، فمن مراقبة هاتف الزوج، إلى تفتيش جيوبه في شكل دائم، أو مراقبة المكان الذي يصوب إليه نظراته حين يكون الزوجان في أماكن عامة. وتقول سعاد علي: «هناك تصور راسخ لدى بعض النساء أن «الرجل لا أمان له»، لذا لا يغفلن عن تصرفات أزواجهن ونظراتهم، بغض النظر عن مدى وسامته من عدمها. فهو في النهاية رجل، وقد يتزوج من أخرى إن لاقت فتاة ما استحسانه»، مضيفة «شخصياً، لا أُشعر زوجي بأنني لا أثق فيه، إلا انني أقوم بتفتيش موبايله في شكل مستمر عندما يخلد إلى النوم. كما أقوم بالاتصال على الأرقام الغريبة غير المسجلة التي ترد إليه، أو يقوم هو بالاتصال بها. ودائماً تكون الاتصالات من رجال أو إليهم». ولم تستمر تصرفات سعاد الرقابية طويلاً مع زوجها، إذ انه «شعر بأنني أراقب هاتفه، فهدد وتوعد، وكان تهديده بالزواج من أخرى إن كررت فعلتي، فتوقفت». وتعتقد أم محمد، ان غيرة زوجة ابنها «تجاوزت كل الحدود»، موضحة ان غيرتها دفعتها إلى «الطلب من شقيقاته ستر شعورهن، ولبس الملابس الفضفاضة جداً، في حال تواجدن مع أخيهن، وتستشيط غضباً عندما يجلس مع إحدى أخواته ويمازحها، أو يتحدث معها حديثاً خاصاً». وتزوج ابن أم محمد منذ 10 سنوات. وتقول أمه عنه: «سهل الانقياد، من جانب زوجته، فإن وافقت على أمر وافق عليه، وإن رفضت يكون قراره الرفض. ويجب أن يلبي طلباتها في التو واللحظة. فما تطلبه منه يعتبر أمراً واجب النفاذ. وليس مجرد طلب، يتحقق متى ما أتيحت له الفرصة لتنفيذه، حتى أنها كثيراً ما توجه لنا كلمات نابية، وتلميحات غير محببة. ويقابلها بالصمت، ولا يستطيع التصرف. وعندما نتحدث معه عن حاله معها، وانه بات محط تعليقات الجميع، يؤكد أنه يتفادى المشكلات والصدامات».