في مصر حيث يتلمس أكثر من 3 ملايين كفيف طريقهم إلى التعلم والثقافة وسط معوقات كثيرة، صدرت مجلة تخاطب المكفوفين بلغتهم وتوفر لهم فرص عمل في المجال الصحافي. يقول أحمد المراغي رئيس تحرير مجلة «الأخبار برايل» الصادرة عن مؤسسة «أخبار اليوم»: «الطريق لم يكن مفروشاً بالورود لكننا تغلبنا على الصعاب والمعوقات التي واجهتنا بحكم أن الفكرة جديدة وغير مسبوقة في سوق الصحافة في مصر، حتى صدر العدد الأول في آذار (مارس) الماضي». ويضيف: «الجهة الرسمية المسؤولة عن إصدار الترخيص الصحافي وقفت مندهشة أمام أول عدد تجريبي أرسلناه إليها لأن كل أوراق المجلة كانت بيضاء ناصعة لا تحوي سوى نقاط بارزة، فتعين علينا إرسال أحد المحررين لقراءة المحتوى ثم إرسال نسخة مطبوعة تقليدية. التمويل لم يكن سهلاً أيضاً، فأقمنا شراكة مع أحد المصارف ونجحنا في جذب بعض الإعلانات». ومجلة «الأخبار برايل» شاملة تضم أقساماً رياضية وفنية وسياسية، ويتكون فريق عملها من 10 محررين مكفوفين، يملك بعضهم خبرات سابقة في العمل الصحافي. وقال مينا أسعد الذي تخرج في كلية الإعلام في جامعة القاهرة والمحرر الرياضي: «صدور مجلة بلغة برايل في مصر يمثل نقلة جديدة. حتى المصادر التي نلتقيها ونجري معها حوارات تتحمس جداً لفكرة المجلة وترحب بنا». تصدر «الأخبار برايل» شهرياً وتوزع مجاناً في المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والمدارس ومراكز تجمع ذوي الإعاقة البصرية مثل الجمعيات والمؤسسات المعنية برعايتهم. وقال كريم عاطف رئيس اللجنة المشرفة على «المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين»: «المجلة تلقى إقبالاً كبيراً لدى المكفوفين الذين يترددون على المركز. هناك أكثر من ثلاثة ملايين كفيف في مصر ومن يتردد منهم على المركز يحرص على السؤال عن المجلة». وأضاف: «الأعداد المطبوعة لن تغطي كل المكفوفين، لذلك نتمنى إذا كانت المجلة تطبع ألفاً أو ألفين أن يصبح هذا العدد عشرة آلاف وأن تصبح أسبوعية». يصادف صدور عدد آب (أغسطس) انتهاء المرحلة الأولى من خطة عمل «الأخبار برايل». ويقول المراغي: «أصبح القارئ ينتظر المجلة، ولدينا قراء في أسوان والإسكندرية والقاهرة ومدن القناة. حققنا الانتشار وبات علينا التطلع إلى أفق جديد. نعمل على إطلاق الموقع الإلكتروني للمجلة الذي سيتيح للمكفوفين الإطلاع على المجلة سواء الذين يقرأون بطريقة برايل أو الذين يستخدمون برنامج التصفح الناطق». وعلى مستوى النسخة الورقية يتطلع فريق «الأخبار برايل» إلى الانتشار إقليمياً. وقال المراغي: «المجلة تحمل في طياتها عوامل النجاح ونتمنى تجاوز الحدود لنصبح موجودين في الدول العربية».