يتخيل الفضاء، ويطير في السماء بطائرته التي صنعها من الورق، ويسابق الطيور، ويمكث في منزل فوق الغيوم حتى تغيب الشمس، ثم يصعد على طائرته ويعود للأرض، بهذه الطريقة فكر محمد في تصميم طائرته الورقية، التي كانت ضمن ورشة عمل «أتخيل» لإعادة التدوير، حقق مع ذاته إنجازاً جميلاً. محمد ماجد الجاسر (9 أعوام)، يقول: «الخيال يأخذني لعالم مختلف تماماً عن الواقع، لذلك أتخيل الطيران لأني أخطط مستقبلاً لدخول كلية الطيران وأن أصبح كابتناً طياراً». ويحب محمد الألوان، ويرسم من خلالها الطبيعة، وشارك في مسابقة الرسم على مستويات المدرسة وورشة «أتخيل» لإعادة التدوير، وشارك في فقرة «أكابيلا» في برنامج عوالمنا، وأنجز 4 ورش جميلة متنوعة في برنامج «كان ياما كان». ويقول: «الرسم يغيّر شخصية الإنسان، ويجعل ذوقه مختلفاً تماماً، ويجعله يبحث دوماً عن الفن من حوله، لذلك أنا أحب تطوير رسوماتي ومهارتي في الرسم، إذ أبحث عن دورات وبرامج تعليمية في موقع يوتيوب، تشرح بطريقة ذكية أهمية الرسم، وكيف يتخيل الطفل وهو يرسم، وماذا يرسم، وكيف يؤثر الرسم في الآخرين، ويوماً بعد آخر أحقق شيئاً مميزاً في رسوماتي، لأن التعليم الذاتي أقوى تعليم، من خلاله ينجح الطفل أو الشخص الكبير، فهو يزيد من معلوماته بشيء يحبه، وهنا يتطور». ويعلق قائلاً: «كنت أتمنى أن تهتم المدرسة بالموهوبين في الرسم، لا يكفي وضع أسمائهم على لوحة جدارية في المدرسة، بل لا بد أن يكبر ويتطور ذلك حتى يحس الطفل بأنه مهم وذو موهبة عالية، بوضع تحديات شهرية للرسم، فضلاً عن جلوسنا من دون فائدة بحصة الفراغ! ولكن لا بد أن يكافأ جميع الفائزين في التحدي ولا يفرق بينهم هذا الأول أو الثاني أو الثالث، الجميع لا بد أن يحصلوا على الجائزة ذاتها». وكانت لمحمد تجربة أداء المذيع في معرض الكتاب الماضي بركن قناة الإخبارية، حيث كانوا يضعون الأطفال في تجربة أداء المذيع الصغير، وتجربة محمد لا مثيل لها، إذ يصفها بأنها مميزة، وتحدث باللغة الإنكليزية بشكل لافت، وينصح الوالدين بتعليم أطفالهما الاهتمام بالبيئة، وخصوصاً تدوير الورق أو البلاستيك، ويصنعون منه أشياء لا يتوقعونها، يقول: «هناك تطبيقات تشرح كيف نستفيد من هذه الخامات بشكل جيد، لو فكرنا قليلاً لأصبحنا منجزين»، وحينما يكبر محمد يخطط لصنع طائرة يقودها بنفسه، وافتتاح مصنع للسيارات وبيعها. ولكن شقيقه علي (7 أعوام) يحب القراءة والرياضيات والمسائل الحسابية لأنها ممتعة بالنسبة له، وتجعله دائماً سعيداً، وخصوصاً القراءة باللغة الإنكليزية، ودائماً المعلم يقول له «أنت رائع»، ولا يرى أن الرياضيات صعبة، ويقول: «ليس هناك شيء صعب، حتى الرسم أحبه، أرسم الطيور والطبيعة، ولا أتوقف عن التعلم، ودائماً المعلم يضع لي ثلاث نجمات على دفتري، وفي المنزل ألعب في الكومبيوتر، وألعب كرة القدم مع أصدقائي، وبصراحة أحبهم لأننا دائماً نلعب ونأكل ونتعلم سوياً». وشارك علي في ورشة «أتخيل» لإعادة تدوير الكرتون، وبرنامج عوالمنا في فقرة الدائرة الكهربائية، وأكثر من أربع ورش عمل في برنامج «كان ياما كان»، وله العديد من الأنشطة والبرامج التي يحب المشاركة فيها، منها اليوم الوطني ومعرض الكتاب. ويقول: «حينما أكبر سأصنع سيارات وأصبح طبيب عيون، حتى أعالج عيون الأطفال، وأنصح الأطفال بعدم المكوث على الأجهزة الإلكترونية ساعات طويلة، والذهاب للطبيب كل ستة شهر، ولن أجعل الأطفال يحسون بالخوف، فأنا سأهديهم حلويات صحية يفرحون بها».