أعلن مؤسسا أول بورصة لعملة «بيتكوين» في مصر، إن البورصة ستبدأ العمل هذا الشهر لتربط أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان بالعملة المشفرة التي ارتفعت قيمتها بقوة في الأشهر الأخيرة. ولا يزال الكثير من الحكومات في أنحاء العالم يدرس كيفية تنظيم «بيتكوين» وتصنيفها، وهي عملة رقمية تتسم بالتقلب استقطبت اهتمام المستثمرين بغرض المضاربة في أنحاء العالم، في وقت ارتفعت قيمتها لنحو أربعة أمثالها منذ مطلع السنة وجرى تداولها عند 4400 دولار أمس. وتفتقر مصر إلى قواعد منظمة للعملة الرقمية. وغالبية المصريين البالغ عددهم 93 مليوناً ليس لديهم حسابات مصرفية لكن الدفع الالكتروني يشهد نمواً في السنوات الأخيرة. ويعني هذا أن شركات البيع بالتجزئة المحلية لن يكون بمقدورها قبول العملة كأداة دفع لكن المستخدمين في البورصة قد يسمح لهم بالتداول بحرية والاستفادة المحتملة من صعودها. وقال أحد مؤسسي بورصة «بيتكوين» مصر رامي خليل: «ما زلنا في انتظار أن تضع الحكومة المصرية قواعد تنظيمية... في غياب القوانين فإن بيتكوين لن تكون نقوداً مقبولة قانوناً في مصر... إن البورصة تلقت نحو 300 طلب تسجيل مسبق من مستخدمين قبل تدشينها». ويتوقع خليل والمؤسس الشريك عمر عبد الرسول، أن تربط منصتهما مجتمعاً من عدة آلاف من المهتمين بعملة «بيتكوين» بحيث يكونون قادرين للمرة الأولى على التداول بالجنيه المصري الذي انخفضت قيمته نحو النصف منذ تشرين الثاني (نوفمبر) حين تقرر تحرير سعر الصرف في إطار اتفاق قرض أبرمته مصر مع صندوق النقد الدولي. وقال خليل: «الأصول المشفرة أمر واقع سواء شاركت (الحكومة المصرية) في هذا أم لا. وبعدم مشاركتها فإنها تفوت سوقاً كبيرة جداً. حاليا حجم سوق بيتكوين نحو 70 بليون دولار». وتسمح العملات المشفرة بتعاملات مباشرة بين المستخدمين الأفراد من دون الحاجة إلى بنوك أو بنوك مركزية. وافتقار «بيتكوين» إلى سلطة مركزية يجعلها جذابة لمن يرغبون في تجنب القيود المفروضة على حركة رؤوس الأموال. وقد تعزز تلك الآليات «بيتكوين» في مصر والتي أدي نقص في العملة الصعبة فيها بعد انتفاضة 2011 إلى تقييد صارم للتحويلات المصرفية. وعلى رغم تحسن السيولة لدى البنوك ورفع القيود على حركة رؤوس الأموال في الأشهر الأخيرة، فإن الشركات ما زالت تلجأ إلى السوق السوداء للدولار للحصول على العملة عندما لا تكون متاحة في النظام المصرفي الرسمي. وقال عبد الرسول: «نحاول أن يعتاد الناس على فكرة بيتكوين وأن نجهز السوق كي نصل في غضون سنتين إلى أعداد أكبر من المستخدمين. لكن في الوقت الحالي نحاول أن نجعل الناس يعرفون ما هي العملة المشفرة».