المهندس يوسف المتعب يعلّق على مقال «نصائح صغيرة»، الذي وجّهته للشباب الراغبين في العمل سائقين لسيارات الأجرة بقوله: «برقية لوزارة العمل والغرف التجارية، ولتوفير دورات تدريبية لمدة يوم أو يومين للكدادة، بحيث يكون مقالك موضوع الدورة، قراؤك من يستخدم أو قد يستخدم الليموزين، الكدادة ليسوا من قراء الجرائد». ظافر علي يقول: «يا ليت الشباب اللي عندهم سيارات أجرة يطبقون نصائحك، راح تتغيّر نظرة المجتمع لهم وللعجرى اللي تحت المقعد». سامر سعادة من الأردن ويعيش بيننا يقول: «أشارك بفكرة عسى أن تفيد إخواني الشباب السعودي، رأيتها من سائق تاكسي في العاصمة الأردنية عمان ميّز نفسه باستعماله نظام GPS وكتيب معلومات سياحي بلغات عدة وكرت عمل توجد بها معلوماته ورقم جواله، ولا أنسى أنه يتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة، كونه حاصلاً على الدرجة الجامعية باللغة الإنكليزية، ودعني أقترح عمل دورات لهم ترعاها جهات مثل هيئة السياحة ووزارة العمل وغرف التجارة». أما «أبو الونات»، فيختصر الأمر شفاهة بقوله: «أنتم ما تبون عيالكم، أول من يحاربهم أنتم، كنهم بيأكلونكم إذا ركبتوا معهم». أربعة نماذج تمثل الردود ال23 على الموضوع، وفي ما يتعلق بوزارة العمل والغرف التجارية، فوصلتهم الفكرة وأملي بهم ضعيف، أما هيئة السياحة فما زال الأمل معقوداً بروحها الشابة والوثابة أن تتبنى «هيك شي». توقفت كثيراً عند مقولة «الكدادة ليسوا من قراء الجرائد»، وعلى رغم العلم بالفكرة، إلا أن الجرس الذي دقته مجدداً مزعج على نحو جميل، أو لعله جميل على نحو مزعج، فكثير من قضايا البطالة والشباب لا تقرأ من هؤلاء الشباب، نسوق الأفكار ونناقش مستقبلهم وحاجاتهم، ويتجادل قادة الرأي مع التنفيذيين في الحكومة حول جهود تفعيل النظريات، التي تطرح عاماً بعد عام، وهؤلاء المعنيون لا يقرأون الجرائد! هل يجب أن نسعى لنجعلهم من قرائنا؟ مشوار، هل ينقل النقاش إلى وسائل إعلام يمكن أن تكون جاذبة أكثر لهم أم وسائل إلكترونية؟ أسئلة بحجم فقر التواصل مع الشباب، التواصل الذي لا نراه إلا عند إعداد تحقيقات عن البطالة، تتم فيها مقابلة شاب أو اثنين ليتحدثوا عن معاناتهم. الحق أن كلمة المهندس يوسف أعلاه اختصرت مسافات من «التوهان»، بكل بساطة وعفوية ينبهنا إلى أن من يعمل أو يطمح إلى العمل سائق باص أو أجرة ليس من قرائنا، وكذا «السيكيورتي» والمراسل والفراش، وكل صاحب وظيفة أو مهنة ذات دخل محدود. عند من سبقنا حضارياً، القراءة ليست ترفاً، بل هي خبز يومي للجميع، وما أظن أن المهندس يود قوله هو أن المشكلات التي نظنها اقتصادية واجتماعية هي في الأصل ثقافية. [email protected]