الشيخ صالح الراجحي، اسم بدأ بالصيرفة وانتهى بمجموعة كبيرة من المشاريع التجارية والصناعية والزراعية التي تدر بلايين الريالات سنوياً، فهو أحد أثرى أثرياء المملكة، إذ لا تخلو قوائم الأثرياء من اسمه منذ أن بدأت. البليونير صالح الراجحي الذي توفي يوم السبت الماضي في الرياض، ولد في محافظة البكيرية في منطقة القصيم في 1923، وبدأ حياته حمالاً وعاملاً في مهن بسيطة جداً، حتى تمكّن من مهنة «تبديل» العملات التي أوصلته إلى ما وصل إليه، إذ أسس مصرف الراجحي مع شقيقه الأصغر سليمان الراجحي، الذي كان الدجاجة التي باضت ذهباً لهما. ويعتبر الراحل من كبار المستثمرين في السوق المالية السعودية، ويملك حصصاً كبيرة في عدد من الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، أبرزها في مصرف الراجحي، وشركة الخزف السعودي، كما يملك حصصاً في عدد من الشركات الأخرى في قطاعي الأسمنت والزراعة إلى جانب أصول عقارية بارزة. وتدار أعمال صالح الراجحي منذ ما يقارب العشر سنوات عبر مجلس أعمال يضم عدداً من أبنائه وخبراء عيّنتهم السلطات السعودية بسبب وضعه الصحي الذي حدّ من قدرته على ممارسة أعماله اليومية. كما تتولى مؤسسة وقفية تحمل اسم الراجحي ويشرف عليها مجلس أعمال مستقل إدارة أعماله الخيرية التي أوقف لها قبل مرضه محفظة عقارية ومالية تقدر بالبلايين. وعلى رغم أن مجلة «فوربز العربية» وضعته في قائمة أغنى أغنياء العرب بثروة قدرتها بنحو 4.7 بليون دولار، إلا أن الكثير من المصادر المالية والمصرفية في السعودية تؤكد أن حجم ثروته يتجاوز هذا الرقم بأضعاف عدة، ويذهب البعض إلى أنه من الصعب حصر أملاك صالح الراجحي بسبب كثرتها وانتشارها. وللرجل عدد من الأبناء والبنات، ويتردد أنه أب ل 61 ابناً، وفي آخر سنين عمره عانى من الشيخوخة ورقد في مشفى صغير في قصره في الرياض، ويدير أمواله مجلس وصاية عينته المحكمة. وتحفل حياة الراحل بقصص كثيرة ومتنوعة، تناول كتاب «صالح بن عبدالعزيز الراجحي مسيرة حياة» وهو من إصدار «دار الميمان» للنشر والتوزيع قسم مسيرته، وفيها الكثير من التفصيل والقصص المؤثرة، كما حفل بآراء من أصدقاء للشيخ ورجال أعمال عن شخصيته، ومن بين القصص المؤثرة والمفصلية في حياته التي أوردها الكتاب، أنه خلال كساد وأزمة اقتصادية عاشتها السعودية ذهب الشيخ صالح مع تجار آخرين يشكون الحال وما أصابهم من خسائر للملك سعود - رحمه الله، رد الملك «والله ما تجوعون وأنا شبعان».. ثم قام بشراء أراضيهم كلها برأسمالها من دون خسارة ودفع المبالغ على فترات..كما يقول صالح الراجحي: «أقبل بالربح القليل مع العمل الكثير المستمر، نحن من هللات وقروش بعد توفيق الله سبحانه بنينا ثروة».. ومن تلك الهللات أسس الراجحي مصرفاً وسلسلة من الأنشطة من بينها أكبر مزرعة للنخيل في العالم، كشف الكتاب أنها صنفت في «غينيس» للأرقام القياسية ثم جرى وقفها.