انحرفت مخاوف الإصابة بفايروس «كورونا» في السعودية عن مسارها الطبي، الذي يستوجب الاعتماد على المنشورات الصحية التي توزعها وزارة الصحة في البلاد، خصوصاً لدى فئة الشباب، وتحولت إلى نوع من الطرفة، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأ عدد من الشباب في تداول «النكات» المتعلقة بمرض «كورونا»، ما خفف من وطأة انتشار المرض في السعودية خلال الفترة الأخيرة، إذ يرى شبان أن العملات النقدية إحدى وسائل نقل الفايروس، في محاولة للحصول على المال من أصدقائهم، كنوع من الدعابة في ما بينهم، في حين يعتبر آخرون أن فايروس «كورونا» ينتقل من خلال الانتظام في العمل، بهدف التخفيف عليهم في ساعات العمل. القصص الطريفة لأحداث «كورونا» في السعودية خلال هذه الأيام كثيرة، وتنوعت من منطقة إلى أخرى، فهناك من يربطها بتصرفات الأفراد، كدعوة المصاب بأنفلونزا إلى ذبح خروف لأصدقائه، حتى لا يصل إليه «كورونا»، معللين ذلك بأن الفايروس يبحث عن البخلاء ولا يقترب من الكرماء. ومن الحلول التي اقترحها الشبان في المملكة للتخلص من «كورونا» توفير تذاكر سفر خارجية وفنادق، لرش مبيدات في المدن التي ظهرت فيها حالات مرضية، ومن ثم العودة إلى بلادهم. يقول الشاب علي الثبيتي: «طبيعة الغالبية العظمى من الشبان السعوديين لا يلقون بالاً للتعليمات الصحية أثناء انتشار الأمراض والفايروسات، ويتعاملون معها بطرافة»، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«واتساب» أصبحت مصدراً لتداول «النكات» عن فايروس «كورونا». ويشير الشاب عبدالله الحصيني إلى أن بعض الشبان السعوديين الذين ليس لديهم اهتمام بالتعليمات الصحية عن الأمراض منذ ظهور «أنفلونزا الخنازير»، «أصبحوا يتداولون التعليمات الضعيفة التي تحمل طابع الطرافة عن المرض أكثر من الإرشادات الطبية». وبدا عدم اهتمام عدد كبير من الشبان السعوديين بمخاطر «كورونا» أثناء مباريات كرة القدم في السعودية، إذ يتوافدون على الملاعب التي تعج بالزحام من دون أن يلقوا بالاً للتحذيرات من انتشار الفايروسات في الأماكن المزدحمة، ما يعني أن الفايروس لم يؤثر في الحضور الجماهيري في المباريات الكروية، بدليل أن مكاتب البريد السعودي شهدت تدافعاً وتزاحماً من الشبان للحصول على تذاكر حضور المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بين الشباب والأهلي في مدينة جدة. وانتشار «النكات» وتداولها بين الشبان في السعودية لا يقتصر على الفايروسات، بل تشمل الأحداث الرياضية والسياسية والفنية في بلدان عدة، وأسهمت في نمو هذه الثقافة في المملكة كثرة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتعاً ل «الطقطقة» كما يسميها الشبان السعوديون.