اعترفت المديرية العامة للأمن العام بوجود تسريب لبعض الوثائق والمستندات والأوراق الرسمية، تستوجب اتخاذ إجراءات تحد هذا النوع من المخالفات والممارسات، مؤكدة أن التسريب جرى من دون قصد خبيث، ولكن أحياناً بسبب المزاح والفرح والطيش. وقال مدير الأمن العام اللواء عثمان المحرج في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى الأول لمديري الإرشاد والتوجيه بالأمن العام في الرياض أمس، إن بعض مقاطع الفيديو المسربة من طريق رجال الأمن صوّرت من غير خبث للنية، ومن دون قصد سيئ، «وإنما هي حال من الفرح وطيش الشباب والمزاح بينهم، وهذا الأمر تجاوز الحد المألوف، ويجب أن يحاسبوا على طيشهم وتهورهم وظهورهم بهذه الطريقة». وشدّد اللواء المحرج على ضرورة إيجاد استراتيجية واضحة ومكتوبة لعمل التوجيه والإرشاد في الأمن العام، وأنه يعول على الملتقى كثيراً لتفعيل دور جهاز الإرشاد والتوجيه في الأمن العام، مطالباً بتفعيل العلاقة مع رؤساء المحاكم وأساتذة الجامعات والعلماء. وأوضح اللواء المحرج أن عمل وحدات التوجيه والإرشاد في قطاعات الأمن العام المختلفة يندرج تحت عمل «الحسبة» والاحتساب، وهو ضمن شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، «ولا تستكثروا أي جهد تبذلونه سواء أكان قليلاً أم كثيراً، ويجب أن يتحمل كل من يدعوا ويوجه ويرشد كل ردود الفعل التي ربما تعود عليه». وأفاد بأن «كل من يقوم بنشر أية وثيقة أو معلومة من عمله في الأمن العام، أو يفشي سراً من أسرار العمل، يعتبر خائناً للأمانة، وليس عيباً أن ينتقد الأمن العام نفسه في تقصيره وعيوبه، مثل عدم الالتزام بالدوام الرسمي والعمل اليومي، وأن كل موظف أو عسكري في الأمن العام مطالب بعمله كاملاً بما أنه يتسلّم راتبه من دون نقصان، وإلا اعتبر راتبه سحتاً كما ورد في السنة النبوية». ودعا إلى التركيز على الأمن الفكري لجميع العاملين في القطاعات الأمنية المختلفة، إضافة إلى الطلبة في مدن تدريب الأمن العام في المملكة، وقضية الولاء للوطن، بسبب كثرة معادي الوطن، وضرورة التنبه منهم، ومن يريد المساس بالوطن أو تفريق لُحمته، فما يريد بذلك إلا شراً على للإسلام والمسلمين». وأكد اللواء المحرج أن المديرية العامة للأمن العام أصدرت توجيهات للتحقيق مع من ظهر من طلاب وخريجي أحد مدن تدريب الأمن العام، ورصدت تلك المقاطع، وأجرت تحقيقاتها بهذا الخصوص، مطالباً مسؤولي التوجيه والإرشاد في الأمن العام بالتركيز على مدن التدريب لتوجيه الطلبة الجدد والمنضمين حديثاً للسلك العسكري في الأمن العام، وإدراج ذلك ضمن منهجية قطاع التوجيه والإرشاد، وضرورة الاستعانة بالدعاة والعلماء، إضافة إلى المتخصصين في مجالات مختلفة، وليس التركيز فقط على الجزء الديني.