أحكم الجيش العراقي سيطرته على مداخل الفلوجة فيما تزايد عدد النازحين إلى مناطق وبلدات مجاورة، خوفاً من اقتحامه المدينة. وقال مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» إن قوات الأمن المنتشرة في محيط الفلوجة «أحكمت سيطرتها على منافذ تهريب السلاح والأسلحة من المدينة وإليها لكنها أوقفت تقدمها بشكل موقت». وأشار إلى أن «قوات الفرقة الخاصة المكلفة اقتحام البلدات المؤدية إلى المدينة نجحت خلال الأيام الأربعة الماضية في استعادة عدد من القرى المحيطة بها بعدما استولى عليها المسلحون في وقت سابق في إطار خطة لتوسيع نفوذهم خارج المدينة التي يحكمون قبضتهم عليها منذ شهور». وأضاف إن «المسلحين انسحبوا من كل القرى المحيطة بالفلوجة واحتشدوا وسطها وتمكنوا من إنشاء قاعدة دفاعية على مداخل المدينة الأربعة». من جهته قال مصدر عشائري داخل الفلوجة في اتصال مع «الحياة» أمس إن «المسلحين تمكنوا من صد هجوم واسع لقوات الجيش من ناحية السجر شمال المدينة الليلة قبل الماضية في معركة دامت عدة ساعات». وتابع إن «المسلحين يقومون بالمناورة على منافذ المدينة وخصوصاً الشمالية والغربية كونها الوحيدة المتاحة أمام الجيش لاقتحامها». وزاد إن «المنفذ الجنوبي الواقع عند سد النعيمية مغمور بالمياه ولا تستطيع مدرعات الجيش الدخول إليها أما المنفذ الشرقي فخارج حسابات الجيش لقربه من مناطق سكنية تحت حماية الجيش ويخشى خسارتها في حال استفز المسلحين». إلى ذلك، شهدت الفلوجة موجة نزوح كبيرة من السكان هرباً من القصف المدفعي الكثيف وقالت رئيسة لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان النائب لقاء وردي في تصريح إلى «الحياة» أمس إن «الفلوجة تتعرض لكارثة إنسانية كبيرة تتمثل بنزوح آلاف من سكانها نحو المجهول»، مشيرة إلى أن «النازحين من لا يأخذون معهم سوى ملابسهم وبعض الأغراض البسيطة ويضطرون للسير على الأقدام مسافات طويلة وصولا إلى معبر المفتول الوحيد المفتوح ويخضع لإجراءات أمنية مشددة من الجيش». ولفتت إلى أن «النازحين انتشروا في مناطق بغداد وصلاح الدين وبلدات غرب الأنبار في عانه وراوة وحديثة، وهم يقيمون في المدارس والجوامع ويعانون من ظروف معيشية صعبة». من جانبها، أعلنت «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» في الأنبار أمس أن «قواتها نفذت عمليات في مناطق مختلفة من المحافظة، وعثرت على 6 عبوات ناسفة بناء على معلومات استخبارية، كانت معدة لاستهداف مدينة راوه، تم تفجيرها تحت السيطرة، كما ألقت القبض على أحد المطلوبين في قضاء القائم على الحدود مع سورية»، مؤكدة «العثور على قاذفتي صواريخ أر بي جي و8 رمانات يدوية وأعتدة وبندقية واحدة في منطقة الكعره بقضاء القائم كما تمكنت قوة من الفرقة السابعة بالتعاون مع قطعات الشرطة وأبناء العشائر من قتل خمسة من إرهابي داعش في منطقة الطرابشة شرق هيت».