فقد الوسط الثقافي والإعلامي السعودي واحداً من نجوم الزمن الجميل، برحيل المذيع خالد اليوسف، الذي وافته المنية بعد صراع مع المرض. اليوسف واحد من رواد الإذاعة والتلفزيون في السعودية، بذل نصف قرن من عمره في خدمة الوسط الإعلامي على منصات مختلفة، بقيت محفورة في أذهان ذلك الجيل وذاكرتهم، ولا سيما برنامجه، الذي عرف به «ما يطلبه المستمعون»، وانفرد بأسلوبه الخاص في طريقة التقديم، التي جعلت منه ضيفاً غير عادي على نفوس المشاهدين. في آخر ظهور له على الشاشة، نصح الفقيد كل إعلامي مبتدئ بألّا ينسى عدته من الأخلاق، إلى جانب شهرته وظهوره الإعلامي، وأن الشهرة مرفوضة إذا كانت منزوعة من التواضع والقرب من الناس، مردداً: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم». بدأ الراحل مشواره الإعلامي عام 1965 وهو في سن مبكرة من حياته، ولشدة تعلقه وشغفه بالمجال الإعلامي جمع بين دراسة الإعلام نهاراً والعمل في التلفزيون خلال فترة المساء، حتى نال ثقة المسؤولين، وعلى رأسهم عباس غزاوي المدير العام للإذاعة والتلفزيون. اليوسف صاحب الإطلالة الأولى على شاشة تلفزيون الدمام، منتقلاً من الإذاعة، التي قضى بها عدداً من الشهور، كما سبق له قراءة إحدى نشرات أخبار إذاعة «بي بي سي» من لندن، بدعم من أستاذه منير شمة، وكان حبه لإذاعة «صوت العرب» دافعه للانتظام في هذا المجال، وقد شغف به آنذاك. وكان من أوائل الإعلاميين الواصلين إلى الكويت بعد التحرير، كما ألقى رسالة تلفزيونية مسجلة من مطار سراييفو في البوسنة، في الوقت الذي كانت الرصاصات الصربية تنهال على حرم المطار. خالد اليوسف من مواليد مكةالمكرمة عام 1367 ه (1947)، تلقى تعليمه في المعهد العلمي، ثم درس في قسم اللغة العربية، وظهر مقدماً لنشرات الأخبار عبر تلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي. وودعه زملاؤه بذكر جوانب من شخصيته المميزة، ومواقفه وأدائه الإعلامي الرائد، وكتب وزير الإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، عبر حسابه في تويتر: «نعزي المجتمع الثقافي والإعلامي في وفاة المذيع القدير خالد اليوسف رحمه الله رحمة واسعة، وعزاؤنا لأسرته ومحبيه».