شارك مجموعة من حرفيي الأحساء في مهرجان البرحي الأول، الذي نظمته جمعية أصدقاء النخلة في الكويت أخيراً، في سوق جمعية الزهراء التعاونية، وذلك دعماً للإنتاج الزراعي الوطني. وقام حرفيو الأحساء، ممثلين بكل من الحرفية أم أحمد المرزوق، والحرفي أبوأحمد المرزوق، والحرفية منى العنيزان، بتنظيم ركن للحرف التي تستوحي أجزاء من النخلة؛ كحرفة الخواصة والقفاصة. وأوضحت رئيس الفريق شروق الصايغ أن الركن السعودي حصد إعجاب أكثر جمهور المهرجان، وكان التفاعل مميزاً جداً. فيما أشارت رئيسة اللجنة الإعلامية في الفريق أفراح كيتي إلى ضرورة إعادة الروح إلى تلك الحرف التراثية، التي باتت وشيكة على الاندثار، مشيرة إلى أنهم يبحثون عن التكامل في هذا المهرجان، ولأن الأحساء إحدى المناطق المبدعة في العالم كان لابد لنا أن نستثمر الروابط التي بيننا بصفتنا «خليجيين» لذا تمكن الفريق، بالتعاون مع عضو المجلس البلدي السابق بالأحساء وأحد المهتمين بملف الأحساء المبدعة علي السلطان، والمدير العام لشركة الفوخرية للسياحة بالأحساء عبدالله بن صالح، بتفعيل ركن الحرف، من خلال استضافة حرفيين متخصصين في هذا المجال الإرثى التاريخي. وعلى الصعيد ذاته أكد مدير مكتب التراث العالمي في واحة الأحساء، مستشار أمانة الأحساء المهندس أحمد المطر ل«الحياة» أن من أهداف شبكة المدن المبدعة في «يونيسكو» تشجيع روح التعاون والمشاركة المباشر، سواء أكانت داخل الشبكة أم خارجها، إذ بالإمكان المشاركة والتعاون مع الدول التي نتلقى منها دعوة المشاركة في أي معرض يهتم بالتراث والأعمال الحرفية، كذلك بالإمكان قبول مشاركتهم معنا في أي معرض يهتم بالتراث والإبداع الحرفي، لافتاً إلى أن الأحساء تمثل العمق الحضاري والثقافي والتراثي في شرق الجزيرة العربية. ونوه بأن المشاركة في مهرجان البرحى الأول بدولة الكويت يهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والعمل على تأصيل الوعى بالحرف اليدوية وأهميتها، والحفاظ على هذا الإرث الأصيل، وخصوصاً للأحساء، كونها مشهود لها بالعالمية في المجال الحرفي والفنون الشعبية. وأوضح السلطان أن هذه المشاركة، التي تمثل المملكة، من خلال الحرفيين الذين هم خير من يمثل الأحساء المبدعة، التي انضمت أخيراً إلى شبكة «يونيسكو» للمدن المبدعة، بوصفها المنطقة الأولى على مستوى المملكة والخليج العربي في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وتضم الشبكة حتى الآن 116 مدينة من 54 دولة، موزعة على سبعة مجالات إبداعية، تهدف إلى تفعيل دور الثقافة والإبداع في التنمية الحضارية المستدامة، وليكون لها اهتمامٍ متنامٍ في تشكيل مدن المستقبل، مشيراً إلى أن الأحساء نالت عضوية الشبكة في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية، لتكون واحدة من 20 منطقة في العالم فقط إلى الآن في هذا المجال الإبداعي، وذلك نظراً إلى عمقها الحضاري وثرائها الثقافي وتوفر الإمكانات والبنى التحتية، وخصوصا في مجال الحرف والفنون التي تزخر بها الأحساء منذ القدم، كونها من أقدم المستوطنات البشرية في العالم، وانعكس ذلك على عدد من الفعاليات والأنشطة التي تشارك بها الأحساء، سواء على المستوى المحلي أم الوطني أم المستوى الإقليمي والدولي. ونوه بأن مشاركة الأحساء في هذا المهرجان تأتي ضمن الأنشطة التي تقوم بها لترسيخ وتأصيل الحرف اليدوية في حياتنا الثقافية على المستوى الخليجي، الذي يشترك في الإرث الحضاري ذاته والتراث الثقافي المشترك مع دولة الكويت. يذكر أنه شارك في نفقات مشاركة الأحساء المبدعة كل من مجموعة مؤسسات ناجي أبوسرور، ومؤسسة إضاءات، بالأحساء، إيماناً منهم بدعم الحرفيين والحرفيات، كما تكفلت جمعية أصدقاء النخلة بالكويت ببقية النفقات. وحاز ركن الخوصيات على إعجاب الحضور، وبخاصة أن المشاركين بالحرف هم من ذوي الخبرة، إذ ينتمون إلى برنامج «بارع» التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشقيقة السعودية، والذي يسجل الحرفيين رسمياً ويعتني بهم.