قالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس إن ادارة الرئيس باراك اوباما «ستبقى ملتزمة قضية السلام» بين اسرائيل والفلسطينيين على رغم انهيار مفاوضات السلام، فيما يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن غداً الخميس. وقالت رايس في احتفال في واشنطن في ذكرى انشاء دولة اسرائيل الاثنين «رغم اننا وصلنا إلى فترة توقف في المفاوضات إلا اننا نواصل تشجيع الطرفين للعمل والتحرك نحو مستقبل للسلام». لكن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي الزائر يوفال شتاينتز، الذي تحدث بعد رايس وكرر اشادتها بالتحالف الراسخ بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، اشار الى استمرار التوترات بين واشنطن وإسرائيل في شأن المحادثات المتعثرة. وأبدى بعض المسؤولين الإسرائيليين استياء الأسبوع الماضي عندما ذكر المبعوث الأميركي مارتن انديك البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة كأحد الأسباب الأساسية لانهيار الجهود الديبلوماسية رغم انه انتقد ايضاً الفلسطينيين لتوقيعهم 15 معاهدة واتفاقية دولية. وقال شتاينتز «نحن حريصون على اقامة سلام ليس لأن أحداً يقول لنا اننا نحتاج للسلام بل لأنه مهم لدولة اسرائيل والإسرائيليين». وأضاف ان معظم الإسرائيليين سيؤيدون تقديم «تنازلات صعبة» لكن شرط «أن يكون هناك سلام فعلي حقيقي وأمن حقيقي». الى ذلك، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان الاثنين «ان كيري سيلتقي عباس في لندن الخميس» وهي المرة الأولى التي يلتقيان بها منذ انهيار مفاوضات السلام في نيسان (ابريل). وأضافت ان «الهدف من اللقاء هو مناقشة العلاقة مع الفلسطينيين مع ابقاء الباب مفتوحاً امام عملية السلام». وكان مسؤول فلسطيني صرح في وقت سابق ان اللقاء «سيبحث امكان استئناف المفاوضات مع اسرائيل». ويتوجه كيري الى لندن للمشاركة في اجتماع الخميس حول النزاع المستمر في سورية منذ ثلاث سنوات. وتمكن كيري من استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في تموز (يوليو) بعد توقفها لثلاث سنوات. الا ان جهوده فشلت قبل مهلة 29 نيسان (ابريل) عندما لم تف اسرائيل بوعدها بإطلاق اكثر من 20 اسيراً فلسطينياً، فرد الفلسطينيون على ذلك بالتقدم بطلبات انضمام الى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية. وقال المسؤول الفلسطيني الذي رفض الكشف عن هويته ان «اللقاء قد يكون محاولة اخيرة من كيري لاستئناف المفاوضات» مع اسرائيل المتوقفة منذ نهاية اذار (مارس). وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة الى واشنطن وسيلتقي كيري الثلثاء ان انهيار عملية السلام «يثير قلق الجميع الى حد كبير». وقال فابيوس امام منظمة «غلوبال جويش ادفوكاسي» اليهودية ان «امن اسرئيل ليس موضع نقاش بأي حال من الأحوال». وتابع فابيوس «على الطرفين ان يدركا المكاسب التي سيجنيانها من اي اتفاق وأيضاً ثمن اي فشل. الثمن واضح وكبير ولا بد من التركيز على المكاسب»، داعياً الجانبين الى «الامتناع عن القيام بأي مبادرة من شأنها ان تعيق استئناف الحوار». وكان كيري التقى عباس في عمان اواخر آذار وكان من المقرر ان يعود الى رام الله بالضفة الغربية لإجراء محادثات اضافية بعد ذلك بأيام عندما اعلنت اسرائيل بناء 700 وحدة سكنية اضافية في مستوطنات يهودية ورفضت الإفراج عن مجموعة اخيرة من الأسرى الفلسطينيين. ورداً على ذلك، قرر عباس التقدم بطلب للانضمام الى 15 معاهدة دولية. وبعد ذلك بأيام، علقت اسرائيل مشاركتها في مفاوضات السلام رداً على الإعلان عن مصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» التي تتولى الحكم في قطاع غزة. ونددت واشنطن بالمصالحة التي تمت في 23 نيسان مشددة على ضرورة ان تعترف «حماس» بدولة اسرائيل. وأعلنت بساكي ان «كيري سيجدد الدعوة التي وجهها الى الجانبين لضبط النفس والامتناع عن اي خطوات غير مفيدة». ومن المقرر ان يلتقي عباس في لندن ايضاً عدداً من المسؤولين البريطانيين ثم يتوجه الى فنزويلا في زيارة رسمية تستمر يومين.