أشاد البروفيسور الياباني تادامتسو كيشيموتو خلال محاضرة نظمتها أمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية بكلية الطب بجامعة الملك سعود، بدور المملكة العربية السعودية وحرصها على تطبيق وتبني طرق ناجعة في علاج أمراض المناعة الذاتية، سعياً منها لتخفيف معاناة المواطنين المصابين بهذا المرض الذي ينجم عن فشل خلايا الجهاز المناعي في التفريق بين أنسجة الجسم وخلاياه وبين الأنسجة والخلايا الغريبة، مما يجعل الجسم يحارب ويعمل ضد نفسه. وجاءت هذه المحاضرة في إطار جهود جائزة الملك فيصل العالمية لتعزيز مسارات نشر ونقل وتوطين المعرفة من خلال تكريم الإنجازات الإنسانية والاحتفاء بكل ما يخدم البشرية ويحُسِّن من أنماط الحياة. وكان العالم الياباني كيشيموتو حصل على جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع الطب لعام 2017 في موضوع العلاجات البيولوجية في أمراض المناعة الذاتية، ويشغل حالياً منصب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا اليابانية. واستعرض كيشيموتو خلال المحاضرة مستقبل اكتشاف انترلوكين-6 في إحداث نقلة نوعية في علاج أمراض المناعة الذاتية، وأن استخداماته العلاجية تم اعتمادها وتبنيها في أكثر من 100 بلد حول العالم بما فيها السعودية، واليابان، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية. واطلع الحضور من المجتمع العلمي الطبي في المملكة على كيفية إسهام الاكتشاف الجديد في علاج قرابة مليون مريض يعانون من أمراض المناعة الذاتية المختلفة، وتمهيد الطريق للعديد من علماء المناعة حول العالم لإجراء المزيد من البحوث حول المناعة الذاتية والتدرب على طرق العلاج. وحصل كيشيموتو على جائزة الملك فيصل العالمية نظير دوره الرائد في اكتشاف انترلوكين-6 المعروف بمنظم الالتهابات والمناعة وتحديد مستقبلاته ومساراته ووظيفته الفسيولوجية. ويحظى كيشيموتو بتقدير عظيم من المجتمع العلمي ويعد أحد جهابذة علماء المناعة في العالم، إذ عكف لأكثر من 30 عاماً على إجراء البحوث والدراسات التي ساعدته على تطوير أجسام مضادة لحاصرات مستقبل الانترلوكين-6 تم اعتماد استخدامها كأول علاج بيولوجي لكل من يعاني من التصلب اللويحي المترقي، وهو مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي، والتهاب المفاصل الروماتويدي الذي يدفع الجهاز المناعي في الجسم إلى مهاجمة المفاصل وإحداث تلف كبير فيها.