تصل خلال يومين قوات أميركية إضافية إلى اليمن لتعزيز عناصرها الذين يشاركون في عملية شبوة، وستكون مزودة أحدث الأسلحة والمروحيات وطائرات من دون طيار، وتوقعت مصادر عسكرية وحكومية يمنية أن تتوسع عمليات تلك القوات ضد تنظيمي «القاعدة» و «داعش» لتمتد إلى محافظات أخرى، مثل مأرب والبيضاء وحضرموت وأبين بالإضافة إلى محافظة عدن. إلى ذلك ألقى مهربون 300 مهاجر في البحر قبالة ساحل اليمن خلال 24 ساعة، متسببين بغرق العشرات وفقدان آخرين كانوا يحلمون ببلوغ البلد الفقير الغارق في الحرب، أملاً بالعبور نحو بلد خليجي مجاور للعمل. وتواجه الحكومة اليمنية برئاسة أحمد عبيد بن دغر، تحديات كبيرة في جنوب اليمن لتعزيز الأمن والحد من هجمات تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» التي تستهدف مواقع أمنية وثكنات عسكرية ومعسكرات للجيش في عدد من محافظاتالجنوب، ومنها مدينة عدن العاصمة الموقتة التي يوجد فيها رئيس الحكومة ومعظم وزرائه. وكان آخر هذه الهجمات الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة على معسكر اللواء 103 مشاة في منطقة جحين في محافظة أبين شمال عدن نهار الثلثاء الماضي، والذي وقع بعد أقل من 48 ساعة على زيارة بن دغر المحافظة التي توعد خلالها الإرهابيين بالاجتثاث، والانقلابيين الحوثيين في صنعاء بالهزيمة، كما تزامنت زيارة رئيس الحكومة مع عملية عسكرية مشتركة أميركية إماراتية بمشاركة وحدات من الجيش اليمني لتطهير محافظة شبوة من عناصر «القاعدة» بعد سلسلة هجمات شهدها عدد من المحافظات المحررة من الانقلابيين نفذها التنظيم وانطلق معظمها من شبوة. وتبرز تحديات كبيرة أمام حكومة بن دغر لتحويل المحافظات المحررة إلى نموذج آمن، ودشّنت الحكومة أخيراً عمليات إعادة الإعمار في هذه المحافظات في إطار سعيها لعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم، غير أن هجمات «القاعدة»، والاختلالات الأمنية التي ترتكبها جماعات مسلحة غير منضبطة، خصوصاً في عدن، تبقى أهم المعضلات التي تواجه مشروع الحكومة الشرعية في البناء والاستقرار في هذه المناطق. وعلى الصعيد الميداني، تخوض قوات الجيش الوطني معارك طاحنة ضد الانقلابيين في منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب التي كانت قوات الشرعية أعلنت تحريرها من الميليشيات قبل نحو شهرين، حيث تحدثت مصادر محلية وميدانية متطابقة عن أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية هاجمت أول من أمس مواقع لميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح في مديرية صرواح. وقالت مصادر ميدانية إن قوات الشرعية شنت ليل الثلثاء- الأربعاء، هجوماً عنيفاً على مواقع للميليشيات في منطقة وادي الربيعة بالمديرية، كما هاجمت قوات الشرعية منطقة الميسرة في منطقة المخدرة بصرواح. وكان طيران التحالف العربي كبّد ميليشيات الحوثيين خسائر كبيرة على جبهات نهم والجوف وميدي وتعز، بعد سلسلة غارات استهدفت خلال اليومين الأخيرين تجمعات الحوثيين ومخازنهم العسكرية، وقالت مصادر عسكرية ل «الحياة» إن قيادات ميدانية حوثية قُتلت، إضافة إلى مقتل العشرات في صفوفهم وتدمير أسلحتهم. وفي حين تمكّن الجيش من تحرير عدد من المواقع من الميليشيات في محافظة تعز، تستكمل وحدات استعداداتها لخوض معركة تحرير الحديدة. فقد أحبطت قوات الجيش محاولة هجوم للمتمردين على معسكر خالد في المخا أمس، وقال مصدر عسكري إن الهجوم نفذته ميليشيات مدربة في إيران وتتبع زعيم الحوثيين، مضيفاً أن الجيش تمكّن بمساندة التحالف من تكبيد الانقلابيين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وأضاف أن الهجوم كان الأعنف، مشيرة إلى أن الميليشيات دفعت بتعزيزات كبيرة يشرف عليها في شكل مباشر زعيم جماعة الحوثيين بهدف استعادة المعسكر لكنها تكبدت خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.