قبل أسبوع أعلنت محطة «أل بي سي» اللبنانية، في إطار إعلانها الترويجي للبرامج والمسلسلات التي تعرضها، عرضها حلقة اضافية اسبوعياً من مسلسل «لونا» الذي ألفته كلوديا مارشيليان وأخرجه سمير حبشي وأدى بطولته: نادين الراسي ومازن معضم وعصام الأشقر وشوقي متّى وهيام أبو شديد وجويل داغر. سرّ المشاهدون بهذا الأمر وشاهدوا الاسبوع الفائت 4 حلقات عرضت من السبت إلى الثلثاء، لكن فرحهم لم يدم طويلاً إذ بشّرتهم المحطة وبالاعلان الترويجي ذاته أنهم سيشاهدون الحلقات الأخيرة من المسلسل هذا الاسبوع. يبدو أن ادارة البرامج في المحطة تريد أن تسوّي «حساباتها» ربما تمهيداً لتوقيت اطلاق مسلسل جديد يؤمل بأن يكون من مستوى «لونا»، فابتدعت فكرة إغراء المشاهدين بالاعلان الترويجي السابق قائلة لهم إن إضافة الحلقة سببها «النسبة الكبيرة من المشاهدين» الذي تعلقوا بالمسلسل ويتابعون حلقاته بشغف ولا يطيقون الانتظار من اسبوع إلى اسبوع ليتابعوا تطوراته وأحداثه. والغريب أن ادارة البرامج، جعلت من الهدف الأسمى لكل تلفزيون، أي أن يحظى بنسبة كبيرة من المشاهدين، حجة تغري بها المتابعين ليشعروا بأنها تدرك شوقهم إلى الحلقة التالية وأنهم لا يطيقون صبراً إلى أن يحين موعدها، بينما بدا الهدف أن تمرر حلقة ليس إلا. وما زاد الطين بلة، ان المحطة استضافت في احد برامجها مخرج المسلسل سمير حبشي فتحدث عن العمل وأطلع الجمهور على الخاتمة «التي لن تكون سعيدة»، لأن لونا (الراسي) وإن كانت صاحبة حق لن تحصل على حقها. وكان حبشي كشف، في كلامه، المستور او المفاجآت وتطور الأحداث، قبل حلولها، وبالتالي جعل المشاهد المنتظر والمترقب عارفاً إلى أين سيصل وإن لم يتابع ما تبقى من حلقات. ونتيجة لهذه الأمور البسيطة إضافة إلى المستوى الجيد للمسلسل وإن اعترته بعض الشوائب، يشعر المشاهد أن اللبناني المدعي إتقانه فنّ التسويق لم يكن محترفاً هذه المرة. أولاً بادعائه زيادة عرض الحلقات تلبية لرغبة الجمهور خلافاً للواقع. وثانياً بكشف نهاية المسلسل قبل أن تنتهي بنحو 8 حلقات. وثالثاً وأخيراً ربما كان الأفضل للمحطة أو لشركة الانتاج (مروى غروب) أن تحتفظ بالمسلسل، نظراً إلى جودته وقدرته على المنافسة، إلى موسم اطلاق المسلسلات العربية في رمضان من كل عام لتدخل عبره باسم الفن اللبناني، إلى المنافسة المسلسلاتية الرمضانية، وربما حينها كان يمكنها أن تحقق عوائد أعلى تمكنها من انتاج أكثر من مسلسل بالمستوى الجيد نفسه. فالمسلسل نجح واستحق نسبة عالية من المشاهدة، لأن في طياته قضية وقصة تحكى، ولأنه من أقرب مسلسلات الوقت الحالي إلى المجتمع اللبناني الواسع الذي لا يشبه تلك الصورة الصغيرة التي صوره بها التلفزيون خلال عقد بأنه فقد كثيراً من الحشمة والاخلاق.