على أصوات آليات الهدم في حي المسورة بالعوامية، تجول إعلاميون من وسائل محلية ودولية داخل الأزقة الضيقة في الحي الذي توقفت أعمال التطوير داخله بسبب الإرهابيين الذين أعطبوا الآليات قبل أن يتدخل رجال الأمن خلال الفترة الماضية ويطهروا الحي. وسعى الإرهابيون إلى إبقاء الحي مخبأ لهم يحتمون فيه ويواصلون عملياتهم التي تسببت في مقتل مواطنين ورجال أمن وإصابة العشرات، وإعاقة عمليات التطوير التي ترسم مرحلة جديدة من النمو للبلدة التي أصبحت في أمس الحاجة لها. بدا الطريق من مدخل العوامية إلى حي المسورة أشبه بالطريق إلى المجهول، إذ خلت الأحياء المجاورة للحي من سكانها الذين هجروها بسبب استمرار إطلاق الرصاص فيها. وحملت واجهات المباني طلقات الأعيرة النارية والحرائق، ما يعطي عنواناً عن حجم المعاناة التي عاشها الأهالي بسبب الإرهابيين، كما بدت آليات ومعدات الهدم المعطوبة منتشرة في المكان. صور مدرعات رجال الأمن المصفحة التي تمشط المكان بحثاً عن بقايا إرهابيين كانت تؤكد أنها لن تسمح بأن يكون هناك مكان للإرهابيين، وأنها بلغت نهاية عملية أمنية ناجحة امتدت لأسابيع، وضعت خلالها علامة بارزة على النجاحات الأمنية التي تحققها ضد الإرهابيين في المملكة. وسبق الجولة التي قام بها الإعلاميون داخل حي المسورة، مؤتمر صحافي لأمانة المنطقة الشرقية كشف خلاله الأمين المكلف المهندس عصام الملا عن أن قيمة التعويضات لمنازل حي المسورة راوحت ما بين 800 و900 مليون ريال، وفق أعمال التثمين الخاصة بالمنازل في الحي، وتم تسليم جميع ملاك المنازل مبالغ التثمين قبل بدء أعمال الإزالة، مشيراً إلى أنه تمت إزالة أكثر من 80 منزلاً في الحي حتى الآن، وأن إزالة المباني مستمرة، وسيتم البدء في تنفيذ مشروع التطوير للحي بعد إزالة جميع المباني البالغ عددها 488 منزلاً، موضحاً أن مدة مشروع تطوير الحي تبلغ سنتين. وذكر أن من يقطن حي المسورة حوالى 8 آلاف أسرة، تم إخلاؤهم جميعاً قبل بدء تنفيذ أعمال الإزالة والهدم، مشدداً على أنه تم إعطاء الأهالي مهلة كافية للإخلاء بعد إتمام عملية التثمين.