غاب برنامج «الحياة كلمة» ظهر امس عن شاشة «ام بي سي» من دون اي إعلان مسبق او اعتذار لاحق. وهي المرة الأولى خلال ست سنوات التي يحتجب فيها البرنامج الجماهيري (يحل عليه الشيخ سلمان العودة ضيفاً دائماً ويدير دفته المذيع فهد السعوي) عن الظهور على القناة في غير مواعيد احتجابه المعروفة سلفاً والمقررة في عيدي الفطر والأضحى وخلال شهر رمضان المبارك الذي ينوب عنه فيه برنامج «حجر الزاوية» على مدار الشهر. ونفى مدير إنتاج داخل شركة «أصيلا» (المنتجة للبرنامج) أن يكون خلل تقني أو فني وراء عدم بث الحلقة، كاشفاً عن تلقي خبر في وقت متقدم ليل الخميس بأن حلقة هذا الأسبوع لن تبث على الهواء من دون معرفة الأسباب. وفي الوقت الذي أقفل فيه الشيخ الدكتور سلمان العودة هاتفه الخليوي، في أعقاب علمه بخبر وقف البرنامج في الساعات الأخيرة من الليلة التي سبقت موعد عرضه، كتب على صفحتيه في «تويتر» و«فايسبوك»: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبلغت بإيقاف برنامج «الحياة كلمة»، ولكن لا أعرف الأسباب ولا الجهة التي وراء هذا القرار». في المقابل اختار مقدم البرنامج فهد السعوي الصمت، مبدياً تحفظاً شديداً عن الخوض في الموضوع أو الحديث عنه، فهو في حال انتظار لما ستؤول إليه الأمور ولمعرفة خلفيات القرار. واعتذر المتحدث الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي» المدير العام للعلاقات العامة والشؤون التجارية مازن الحايك عن عدم التعليق على قرار الإيقاف، ل«وجوده في أوروبا، وعدم إحاطته بكل التفاصيل»، طالباً إمهاله لحين عودته إلى دبي غداً الأحد، والوقوف على الوضع عن قرب. وامتلأت صفحتا الشيخ العودة على موقعي «فايسبوك» و«تويتر» بمداخلات تستفسر عن أسباب عدم عرض البرنامج في موعده، وتفصح عن خشيتها من أن يتحول هذا التوقف الطارئ إلى وقف دائم. واستغربت هذه المداخلات أن توقف قناة «إم بي سي» احد «أكثر برامجها مشاهدة»، فيما أبدت مداخلات أخرى قلقها من أن ينتقل البرنامج باسمه ومقدمه وضيفه إلى قناة «الجزيرة» التي ما فتئت تقدم عروضها «المغرية» للشركة المنتجة لتنقل حقوق ملكيته من شاشة «إم بي سي» إلى شاشتها. لكن آخرين رحبوا بهذا الانتقال واعتبروه فرصة العمر لقناة «الجزيرة» لو حدث فعلاً، إذ سيجتمع العلامتان سلمان العودة ويوسف القرضاوي في شاشة واحدة – وفقاً لأحد المتصفحين. وقال متصفح آخر: «سلمان العودة لم يخسر كلمته ولكن «إم بي سي» خسرت آخر نبض فيها»، ورشح متصفح ثالث انتقال البرنامج إلى قناة «بي بي سي العربية». ويبدو أن جائزة «الحياة كلمة» التي أعلن عنها قبل ستة أشهر بقيمة مليون ريال، ستتعثر هي الأخرى بتعثر عرض البرنامج الذي تتخذ من أسمه أسماً لها، خصوصاً أن خطة الإعلان عن الفائزين تعتمد في جزء أساسي منها على البرنامج المباشر. إذ أعدت العدة لعرض تقارير مصورة عن أبرز المشاركات، فضلاً عن تقديم تغطية للفائز كجزء من ترتيبات اللجنة المنظمة للجائزة التي أعلنت عنها عبر وسائل إعلام خليجية وعربية. ويصنف «الحياة كلمة» (بحسب أكثر من قائمة لجهات تقويم البرامج المختصة) بأنه أكثر برامج الحوار مشاهدةً في المملكة العربية السعودية، كما أنه البرنامج السعودي الأكثر متابعة على مستوى العالم من بين كل البرامج المنتجة سعودياً، ما جعله يعمل على بناء تراكمي لصورة نمطية مميزة لبرنامج حوار ديني ينظر الى الحياة بتكاملها وتوازناتها وهو الذي لم يعتد عليه المشاهد.