أعادت الكويت تحريك وساطتها بين الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وقطر. وبعث الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس، رسالتين إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقالت مصادر كويتية إن الرسالتين «تتناولان الأزمة بين الدول الأربع وقطر. في الوقت نفسه وصل موفدان أميركيان إلى الكويت في مهمة وساطة لحل الأزمة. نقل الرسالتين الكويتيتين النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الذي رافقه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح. وأفادت «وكالة الأنباء الكويتية»، بأن نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تسلم رسالة أمير الكويت، التي تضمنت «آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك». في الوقت نفسه، سلم وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل، رسالة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى الشيخ صباح الأحمد «تتناول الوضع العربي الراهن». ونوه مساهل بمساعي الكويت في حل الخلافات مع قطر، وقال: «نساند كل ما يقوم به أمير الكويت من دور في جمع الشمل بين الإخوة، خصوصاً بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي». وأضاف: «الجزائر تؤيد بقوة مبادرة الأمير، ونحن على قناعة وكلنا تفاؤل بحنكته وحكمته وتجربته، فهو رجل السلام، وكلنا متفائلون بأن ينجح في هذه المهمة والجزائر تسانده في هذا الهدف». ووصل المبعوثان الأميركيان للأزمة في قطر إلى الكويت الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج تيموثي ليندركينغ في زيارة تهدف إلى كسر جمود الأزمة مع قطر وتحريك المفاوضات. وتشمل جولة زيني- ليندركينغ بعد الكويت، المملكة العربية السعودية والإمارات، ثم البحرين ومصر ومسقط على أن تنتهي في الدوحة. وزيني وهو جنرال سابق في المارينز، ومن الوجوه الديبلوماسية والعسكرية المخضرمة في الوسط الأميركي. وكان قائداً سابقاً للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي بين 1997 و2000 وبعد ذلك مبعوثاً في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين في 2002 وفي خضم الانتفاضة الثانية كما تم إرساله في مهمات تفاوضية في باكستان وإثيوبيا والصومال وإريتريا. ويعكس دخوله أزمة الخليج أولوية واشنطن في الوصول إلى حل قريباً يحفظ العلاقات الدفاعية ووحدة مجلس التعاون الخليجي. وفي سياق متصل، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» أمس أن الديبلوماسي المخضرم ديفيد ساترفيلد سيتم تعيينه نائب مساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى مكان ستو جونز. وكان ساترفيلد خدم في مواقع حساسة للديبلوماسية الأميركية في المنطقة طوال عقود بينها العراق وسورية والخليج ومصر وإسرائيل. وفي الدوحة، قالت وسائل إعلام، إن قوات قطرية أجرت مناورات عسكرية مع قوات تركية أمس في استعراض لتحالفهما الاستراتيجي. وقالت صحيفة «الشرق» على موقعها الإلكتروني «إن المناورات تهدف إلى إعداد القوات المسلحة القطرية للدفاع عن المرافق الحيوية والاقتصادية والاستراتيجية والبنية التحتية». وأفاد موقع قناة «العربية» أمس، بأن السلطات البحرينية كشفت مجموعة صور لحوالات مصرفية أرسلها رجل أعمال قطري بارز إلى بحريني متهم بدعم الإرهاب بين عام 2010 و2015، مؤكدة دعم هذه الأموال لأعمال تخريبية بينها الهجوم الذي استهدف البحرين في تموز (يوليو) 2015 وأسفر عن مقتل رجلي أمن. وخيوط التورط القطري وفق الحكومة البحرينية بدأت بالقبض على مرزوق البالغ (47 سنة) لدى عودته من إيران، واتهم بالقتل العمد واستلام وتقديم التمويل لتنظيم إرهابي لتدبير المواد المستخدمة في أعمال التخريب وإيواء العناصر المطلوبة. وفي لندن، قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عبدالرحمن نوفل، «إن عدداً من المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية أعربت عن قلقها الشديد إزاء تدهور صحة سجناء الرأي بقطر، خصوصاً المعارضين لسياسة الحكومة القطرية وموقفها من معاداة دول الخليج العربي، والاستمرار في دعم وتمويل الإرهاب العالمي، واحتضان قيادات الإرهاب بالدوحة واستمرار محطة الجزيرة في سياسة بث الحقد والكراهية والتعصب، ودعم الجماعات الإرهابية، واستمرار تدهور سجل قطر السيء في حقوق العمالة الوافدة بها.