أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون فجر أمس أنه سيوفد الجنرال المتقاعد المبعوث السابق أنتوني زيني إلى منطقة الخليج العربي، للعمل على إيجاد حل لأزمة قطر، وفي خطوة تسرع الجهود الأميركي لبدء حوار حول تسوية محتملة، وتضع في صلبها الجانب العسكري والأمني، وبسبب خبرة الجنرال السابق وعلاقته في المنطقة. وأعلن تيلرسون أن إدارة دونالد ترامب ستوفد كلاً من الجنرال المتقاعد أنتوني زيني، ونائب مساعد الخارجية لشؤون منطقة الخليج تيم ليندركينغ إلى المنطقة الأسبوع المقبل، للعمل على إطلاق حوار بين الدول الأربع وقطر، لتنفيس الاحتقان والمساعدة في الوصول لحل للأزمة التي بدأت منذ حوالى شهرين. وقالت رئيسة معهد دول الخليج العربي في واشنطن مارسيل واهبة ل«الحياة» أمس: إن «هناك شخصيات قليلة تحظى باحترام زيني وعلاقته الحسنة مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي»، وأكدت واهبة وهي سفيرة سابقة لأميركا لدى الإمارات أن زيني «هو المبعوث المثالي، وكونه يعرف المنطقة والقضايا، وليس هناك تكابر أو مزايدات في الموقف حين يكون التعاطي مع زيني». ويعتبر زيني وهو جنرال سابق في المارينز من الوجوه الديبلوماسية والعسكرية المخضرمة في الوسط الأميركي، وكان قائداً سابقاً للقيادة الوسطى في الجيش الأميركي بين 1997 و2000، وبعد ذلك مبعوثاً في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 2002، وفي خضم الانتفاضة الثانية تم إرساله في مهمات تفاوضية في باكستان وإثيوبيا والصومال وأريتريا. ويأتي دخوله أزمة الخليج ليعكس أولوية واشنطن في الوصول إلى حل قريباً يحفظ العلاقات الدفاعية ووحدة مجلس التعاون الخليجي. وكان سيتم تعيينه مبعوثاً خاصاً للعراق في ولاية أوباما، إنما تراجع البيت الأبيض عن ذلك وتفضيله شخصية مدنية، ما أحدث شرخاً في 2011، ومن المعروف عن ترامب علاقته القوية بالمؤسسة العسكرية الأميركية. إلى ذلك، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع وزير الخارجية والتعاون الدولي انجيلينو الفانو المستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمها الأزمة الخليجية، وأبرمت الدوحة أمس اتفاقاً لشراء معدات عسكرية من روما. وقال وزير الدفاع القطري خالد العطية في تصريحات أمس، إن مستقبل مجلس التعاون الخليجي أصبح على المحك، واتهم الدول «الخليجية الثلاث المقاطعة للدوحة بالتدخل في الشؤون القطرية، ومحاولة الانقلاب على حكومتها»، بحسب قناة «العربية». واعتبر أن الأزمة السياسية الجارية لن تساعد أي أحد متورطاً فيها، كما أكد وزير الدفاع القطري أن الوقت والانتظار سيسهمان في استمرار الأزمة، وسيفاقمان العلاقات أكثر وأكثر، وأشار إلى أن البقاء في هذا الوضع المتجمد سيجعل مجلس التعاون الخليجي عرضة للخطر. وفي واشنطن، قالت رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأميركي إيليانا روس ليتينن أمس: إن قطر «ليست بيئة عدائية لتمويل الإرهاب»، مضيفة أنها «تمول جماعات مصنفة إرهابية، مثل حماس وتنظيمات في سورية»، وذلك في جلسة استماع عقدتها اللجنة لبحث ملف الأزمة في الخليج. وتابعت المسؤولة الأميركية بالقول: «قطر احتضنت بشكل علني قادة حماس وطالبان وعدداً من الخاضعين لعقوبات أميركية، وهناك مسؤول قطري قدم الدعم للعقل المدبر لهجمات 11 أيلول (سبتمبر)، خالد شيخ محمد.. زعيم حركة حماس، خالد مشعل، جعل الدوحة مقراً له لسنوات، وكذلك جرى تقديم دعم كبير لجماعة الإخوان». وتحدثت روس ليتينن، في كلمتها التي نُشرت عبر «يوتيوب» (الثلثاء) عن مستويات متعددة لتمويل الجماعات المتطرفة في قطر قائلة: «ليس كل هذا التمويل يحظى بدعم الحكومة في الدوحة، فهناك جماعات مستقلة تجمع الأموال من الأفراد لدعم القاعدة والنصرة وحماس وحتى داعش... هناك ثلاثة مستويات من تمويل الإرهاب في قطر، المستوى الأول يتمثل في التمويل الحكومي، والثاني يظهر عبر دعم من أفراد قد لا تكون الحكومة على علم بهم، وتمويل ثالث تعلم عنه الحكومة ولكنها تمتنع عن التحرك لوقفه». ورفضت ليتينن ما وصفتها ب«الأعذار» التي تقدمها قطر بأنها تحتضن هذه العناصر لأن أميركا طلبت ذلك، وأضاف: «لا يمكن أن نقبل اتخاذ وجود قاعدتنا الجوية هناك مبرراً لهذا التصرف، يجب على الدوحة تغيير سلوكها، أو أنها ستخسر دعمنا لهذه القاعدة».