بات الهجوم الذي يعد له الجيش اللبناني لتحرير جرود بلدات القاع والفاكهة ورأس بعلبك البقاعية من تنظيم «داعش»، وشيكاً ويمكن أن يبدأ في أي لحظة يحددها قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يعود له وحده تحديد ساعة الصفر، بعد التشاور مع القيادة السياسية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني قوله ليل أمس أن «داعش» أطلق 7 صواريخ غراد من مواقعه داخل لبنان على مناطق في البقاع. (للمزيد) وما يعزز الاعتقاد بأن الهجوم سيبدأ قريباً، دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، المجلس الأعلى للدفاع إلى الاجتماع قبل ظهر اليوم في بعبدا في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء الأعضاء فيه وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، ومن بينهم العماد عون الذي ستكون له مداخلة ستكون الأبرز وتتعلق بالاستعدادات التي أنجزتها قيادة الجيش وبلغت ذروتها منذ أيام لشن هجوم عسكري واسع النطاق لتحرير جرود القاع والفاكهة ورأس بعلبك من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقالت مصادر وزارية ل «الحياة» أن لتوقيت دعوة الرئيس عون إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع، علاقة مباشرة بقرب معركة تحرير الجرود بعد أن استكملت قيادة الجيش كل التحضيرات التي تحتاج إليها الخطة العسكرية التي وضعتها، والتي وصفها مصدر عسكري بارز - كما تقول المصادر - بأنها مكتملة، وهي تنتظر تحديد ساعة الصفر للبدء بالهجوم الذي يتولاه الجيش من دون أي شريك. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن القرار السياسي على المستوى الرسمي لتحرير الجرود اتخذ، وأن قيادة الجيش وضعت الخطة العسكرية مدعومة هذه المرة بإجماع لبناني شعبي وحزبي غير مسبوق يتلازم مع توافر حاضنة دولية وإقليمية للقضاء على المجموعات الإرهابية. وكشفت أن المجلس الأعلى للدفاع سيؤكد ما سبق أن نقل عن لسان مسؤول عسكري رفيع بأن الجيش ليس في حاجة إلى التنسيق مع أحد، لا مع الجيش السوري ولا مع غيره، لأن لديه القدرات العسكرية الكافية لتحرير الجرود. وقالت أن وحدات الجيش المنتشرة على طول الخط الممتد من رأس بعلبك إلى القاع تتمتع بجاهزية عالية وبكفاءات عسكرية تمكنها من تحرير الجزء اللبناني من الجرود واستعادته. وأكدت المصادر الوزارية عينها أن من غير المسموح استغلال الإنجاز الذي سيحققه الجيش بتحرير الجرود وإقحامه في البازار السياسي المحلي، وقالت أن هذا الإنجاز سيوظف في تدعيم مشروع الدولة بعيداً من المزايدات الشعبوية. وتوقعت المصادر الوزارية أن ينتهي اجتماع مجلس الدفاع إلى تجديد الثقة بدور الجيش والقوى الأمنية الأخرى لحفظ الأمن والاستقرار، وإلى تأكيد أن المؤسسة العسكرية تحظى بأوسع غطاء سياسي لا لبس فيه، خصوصاً أنها خارج السجالات والتجاذبات السياسية. وكشفت مصادر أمنية رفيعة ل «الحياة» أن الاتصالات التي يتولاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أوشكت على وضع اللمسات الأخيرة لترحيل 200 عنصر من «سرايا أهل الشام» موجودين حالياً في جرود عرسال إلى بلدة الرحيبة الواقعة في القلمون الغربي في سورية. وقالت أن عائلاتهم ستغادر معهم بعد أن تم تحرير الجزء اللبناني من جرود عرسال من جبهة «النصرة»، مشيرة إلى أن هناك ضرورة لتأمين انتقالهم إلى الداخل السوري، وربما قبل بدء معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك لقطع الطريق على حصول أي إشكالات معهم ولحماية ظهر الوحدات العسكرية في هجومها لئلا يصار إلى استغلال وجودهم كشوكة في الخاصرة اللبنانية للتشويش على تحرير الجرود.