قال سكان مدينة درنة في شرق ليبيا إنهم يواجهون نقصاً حاداً في إمدادات الغذاء والدواء بعدما شدد ما يطلق على نفسه «الجيش الوطني الليبي» بقيادة خليفة حفتر الأسبوع الماضي حصاره المفروض منذ فترة طويلة على المدينة. و«الجيش الوطني الليبي» هو واحد من فصائل عدة تتنافس على السلطة في ليبيا منذ أنهت انتفاضة العام 2011 حكم معمر القذافي الذي امتد أربعة عقود ويقوم بحملة عسكرية ضد تحالف من متشددين ومعارضين سابقين يعرف باسم «مجلس شورى مجاهدي درنة» يسيطر على المدينة. وتحول الانتباه إلى المدينة الساحلية بعدما أعلن حفتر النصر في حملة استمرت ثلاث سنوات ضد تحالف مماثل في بنغازي على بعد 350 كيلومتراً إلى الغرب. ويشن «الجيش الوطني الليبي» غارات جوية بين الحين والآخر على درنة وأُسقطت إحدى طائراته المقاتلة في نهاية حزيران (يونيو) ما أدى إلى مقتل الطيار. وشدد «الجيش» حصاره بعد الواقعة. وقال أحد السكان عبر الهاتف، إن «الوضع بالغ السوء. كل شيء متوقف... الإمدادات نفدت ولا شيء يدخل المدينة». وأضاف «هناك حصار كامل ولا إمكان للدخول والخروج. يسمحون لك فقط بالمغادرة إذا كنت نازحاً». وقال ساكن آخر إن معظم المخابز أغلقت أبوابها بسبب نقص الوقود وإن محطات التزود بالوقود مغلقة منذ ثمانية أشهر. وأضاف أن هناك نقصاً حاداً في الدواء غير أن بعض خزانات الأكسجين سلمت إلى مستشفى في درنة اليوم. وعبر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية إلى ليبيا عن قلقه في شأن التقارير عن «النقص الشديد في الاحتياجات الأساسية بما في ذلك الإمدادات الطبية المنقذة للحياة» في حين دعت حكومة «الوفاق الوطني» التي تساندها الأممالمتحدة في طرابلس جميع الأطراف إلى تسهيل السبل لتوفير كل ما يحتاجه المواطنون. و«الجيش الوطني» متحالف مع برلمان وحكومة مقرهما شرق ليبيا يرفضان التعامل مع «الوفاق الوطني». والتقى حفتر ورئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج في باريس الشهر الماضي وسط جهود للتوسط في تسوية سلمية لليبيا. وجرى الإعلان عن وقف لإطلاق النار غير أنه استثنى عمليات «مكافحة الإرهاب». وعادة ما يصف «الجيش الوطني الليبي» منافسيه ب «الإرهابيين». ولدرنة تاريخ من التشدد. فقد احتلها مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في أواخر 2014 لكن طردهم لاحقاً «مجلس شورى مجاهدي درنة». ومنذ ذلك الحين شددت قوات حفتر حصارها للمدينة. بل إن الإمدادات الغذائية والطبية والمالية تعطلت أو صودرت قبل أحدث تشديد للحصار. ويقول «الجيش الوطني الليبي» إنه يضرب أيضاً أهدافاً حدد أنها على أطراف درنة منها مخازن للذخيرة. وأضاف أنه يستعد لمزيد من الضربات إذا فشلت جهود السلام مع الزعماء المحليين. وفي أيار (مايو) كانت المدينة أيضاً هدفاً لضربات جوية مصرية. وقالت مصر إنها كانت ترد على هجوم استهدف مسيحيين على أراضيها بيد أن «داعش» أعلنت مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.