تراجعت أسعار النفط أمس مبتعدة من أعلى مستوياتها في تسعة أسابيع، وسط مخاوف في شأن مستويات الإنتاج المرتفعة من «أوبك» والولاياتالمتحدة. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 65 سنتاً، أو ما يعادل 1.24 في المئة، إلى 51.77 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة للخام الأميركي 59 سنتاً، أو ما يعادل 1.19 في المئة إلى 48.99 دولار للبرميل. والخامان أقل بدولار من المستويات التي بلغاها الأسبوع الماضي. وكانت المخاوف في شأن ارتفاع إنتاج «أوبك» وصادراتها، كافية لتبديد أثر الأنباء التي نشرت أمس، في شأن التوقف التدريجي لإمدادات حقل «الشرارة» النفطي الليبي. وفي السياق، أكدت «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا أن الإنتاج في حقل الشرارة، أكبر حقول النفط في ليبيا، عاد إلى طبيعته بعد أن تعطل لفترة وجيزة بسبب اقتحام متظاهرين مسلحين غرفة التحكم في مصفاة الزاوية شمال البلاد. وأضافت أن خط أنابيب ينقل وقود الطائرات والبنزين من الزاوية إلى طرابلس، كان المتظاهرون أغلقوه أيضاً، عاد إلى العمل في شكل طبيعي. وينتج حقل الشرارة النفطي 270 ألف برميل يومياً تمثل نحو 25 في المئة من إنتاج البلاد، وهو مهم لإنعاش إنتاج النفط الليبي، والذي قفز إلى أكثر من مليون برميل يومياً أواخر حزيران (يونيو) من أكثر من 200 ألف برميل يومياً بقليل قبل سنة. ويذكر أن ليبيا معفاة من اتفاق تقوده «أوبك» لخفض الإمدادات العالمية ودعم أسعار النفط، وكان من شأن تعافي إنتاج البلد تعقيد جهود المنظمة لتقليص الإنتاج. واضطر العمال لتقليص الإنتاج تدريجياً من حقل الشرارة الواقع جنوب غرب ليبيا. وأكد مصدر ملاحي محلي أن عمليات التحميل في الزاوية تأثرت أيضاً، مضيفاً: «كان من المنتظر تحميل الناقلة دبي بيوتي بشحنة حجمها 750 ألف برميل في الزاوية يوم الثلثاء». وتشغل المؤسسة الوطنية للنفط حقل الشرارة بالشراكة مع «ريبسول» و «توتال» و «أو إم في» و «شتات أويل». وشهد الحقل إغلاقات عدة لفترات وجيزة بعدما أعيد فتحه في كانون الأول (ديسمبر) بعد حصار دام سنتين لخط أنابيب الشرارة- الزاوية. إلى ذلك، أكد بنك «غولدمان ساكس» أن بيانات أيار (مايو) وحزيران تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط لا يزال قوياً بقيادة النمو الاقتصادي القوي. ولفت البنك في مذكرة أول من أمس، إلى أن «البيانات في الولاياتالمتحدة واليابان والهند والصين وكوريا والبرازيل والمكسيك وإسبانيا وفرنسا، الذين يمثلون 52 في المئة من الطلب العالمي ويساهمون بنسبة 80 في المئة من نموه، تشير إلى نمو الطلب العالمي في حزيران بواقع 1.54 مليون برميل يومياً على أساس سنوي». وأضاف أن «بيانات أيار وحزيران تشير إلى أن الطلب على النفط نما 1.81 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة، ما يزيد على النمو الفصلي الذي توقعه البنك في السابق والبالغ 1.55 مليون برميل يومياً، على رغم ارتفاع الأسعار على أساس سنوي». ويتوقع «غولدمان ساكس» نمو الطلب بواقع 1.60 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من السنة، كما يتوقع أن يبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» 52 دولاراً للبرميل في السنة الجارية، وأن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي 3.7 في المئة. في سياق منفصل، أكدت «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) أمس، أن العراق حدد سعر البيع الرسمي لشحنات أيلول (سبتمبر) من خام البصرة الخفيف المتجهة إلى آسيا عند 0.65 دولار للبرميل أقل من متوسط الأسعار المعروضة لخامي سلطنة عمانودبي وذلك من دون تغيير عن الشهر السابق. وأضافت «سومو» في بيان عبر البريد الإلكتروني، أن سعر خام البصرة الثقيل لآسيا في الشهر ذاته تحدد بخصم 4.45 دولار للبرميل مقارنة بمستوى متوسط الأسعار المعروضة لخامي عمانودبي. وتحدد سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في الشحنات المتجهة إلى أسواق أميركا الشمالية والجنوبية في أيلول عند 0.35 دولار فوق مؤشر «أرغوس» للخام العالي الكبريت، من دون تغيير عن الشهر السابق، في حين تحدد سعر بيع خام كركوك إلى الولاياتالمتحدة بعلاوة 1.10 دولار للبرميل فوق المؤشر ذاته. وبالنسبة إلى الشحنات المتجهة إلى أوروبا فقد تحدد سعر خام البصرة الخفيف بزيادة 0.30 دولار على سعر «برنت» المؤرخ منقوصاً منه 2.55 دولار للبرميل، في حين تقرر رفع سعر شحنات أيلول من خام كركوك إلى ما يقل 2.75 دولار عن سعر «برنت» المؤرخ.