في الوقت الذي سادت مخاوف من انتشار تمور قادمة من القصيم تحوي نسباً عالية من المبيدات الحشرية أعلى من الحدود المسموح بها، ومصادرة أطنان منها في مهرجان عنيزة، قالت البلدية إن السوق تواصل عملها منذ ساعات الفجر، وتصلها آلاف الأطنان من التمور التي تجتاز فحص العينات، الذي يقوم به مختبر الغذاء والبيئة في البلدية. وقال مدير مختبر الغذاء والبيئة في بلدية عنيزة الدكتور أحمد العمار: «صودرت كمية تبلغ نحو 2.5 طن من السوق، لوجود نسبة مبيد أعلى من الحدود المسموح بها، إذ تقوم البلدية بأخذ العينات وتحليلها وتنقيتها واستخلاصها للكشف على متبقيات المبيدات، وبالنسبة للكمية المصادرة، وجدت فيها مادة من المواد المستخدمة في تنضيج الثمرة وبنسبة عالية جداً بلغت نحو 150 في المئة أعلى من النسبة المسموح بها، والمادة هي الأثيون وهي خطرة جداً، وتتسبب في أمراض عدة، من بينها السرطانات والتليف الكبدي والفشل الكلوي، إضافة إلى أن تأثيرها كبير على الأطفال». واستطرد: «مشكلة التمور أن المشتري يتعامل مع مزرعة واحدة ويشتري التمور ويخزنها في الثلاجة، ما يتسبب في الحفاظ على المبيدات، وبالتالي يتناولها بشكل متتالٍ ويومي، وهنا تكون الخطورة». وأضاف: «أبعدنا المزرعة التي اكتشف المبيد في إنتاجها عن السوق، حفاظاً على المستهلك». وطالب مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المختصة بضرورة حمايتهم من التمور الملوثة بالمبيدات الحشرية، ومضاعفة الرقابة على باعة التمور، وعدم اقتصارها على مهرجان التمور في عنيزة، وتطبيق جميع الاشتراطات على منتجاتها، حتى لا تنتشر في كل المدن السعودية. وبخلاف الأعوام السابقة، عملت بلدية عنيزة عدداً من الخطوات والإجراءات الهادفة إلى تطوير مهرجان التمور، منها جولات الرقابة على التمور وأخذ العينات للتأكد من خلوها من المبيدات الحشرية، إضافة إلى تحديد مواعيد العمل في المهرجان، التي أكدت بلدية عنيزة أنها تبدأ من ساعات الفجر الأولى إلى الساعة 11 صباحاً. وقالت البلدية في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «إن مقطعاً مرئياً يشير مصوره إلى قلة وجود المتسوقين في سوق التمور بمحافظة عنيزة، عند الساعة الحادية عشرة من ضُحى يوم الخميس 11-11-1438ه، معتبراً ذلك تردياً في مستوى الإقبال على السوق؛ بسبب تشديد البلدية الرقابة على التمور المعروضة في السوق، من خلال عرضها على أجهزة كشف المبيدات». وقالت: «لو بقي عدد كبير من مرتادي السوق حتى الساعة الحادية عشرة، لاحتاجت البلدية إلى مراجعة خطة السوق؛ إذ إن المزاد يبدأ من الساعة الخامسة فجراً، وبقاء الحركة بشكل مكثف حتى الساعة الحادية عشرة، فهذا يدل على بطء في العملية التسويقية والتوزيعية للتمور». وأضافت: «استخدام ثلاثة آلاف عربة يومياً لعرض وتسويق وتوزيع وتحميل التمور؛ ما هو إلا دليل على نجاح السوق، واطراد الإقبال على السوق؛ إذ وصلت كمية التمور المعروضة يومياً إلى 200 طن من مختلف أنواع التمور». وأشارت إلى أن «الكميات التي تعرض في السوق تشهد ازدياداً مطرداً؛ نتيجة تنامي ثقة المتسوق بسلامة التمور المعروضة، بعد تكثيف الرقابة على الكميات المعروضة، من خلال فحصها وتحليلها والتأكد من سلامتها وخلوها من المبيدات الحشرية، أو ارتفاعها عن المعدل الآمن على صحة المستهلك».