منذ تشكل المجلس الجديد للجمعية السعودية للثقافة والفنون، إلى زيارة رئيس مجلس إدارتها لفرع الجمعية في جدة قبل أيام، والمهتمون من تشكيليين وكتاب ومسرحيين يتساءلون عما الذي سيقدمه مجلس الإدارة الجديد، وهل سيتغير الوضع كثيراً عما كان عليه في السابق، إذ كانت محدودية الموازنة تعوق تحقيق كثير من تطلعات المهتمين. ضم المجلس أسماء شابة قادرة، أكثر من سواها، على تفهم حاجات الشباب ومسايرة أحلامهم، لكن هل يستطيعون فعل شيء؟ التشكيلي عبدالله حماس قال إن مجلس الإدارة الجديد «ما هو إلا تغيير فقط وكالعادة»، متسائلاً: في حديث ل«الحياة»: «ماذا قدمت الجمعية؟ وأين ذهبت؟ وأين المسرح ؟ وأين الفنون الأخرى؟ وأين المشاركات الاجتماعية... كانت في فترة بسيطة تقدم بعض المشاركات والفعاليات على رغم الديباجة المعروفة: (نفذوا برامجكم وأرسلوا فواتيركم لنسدد). فقط تغيير في مجلس الإدارة وعدم التفات للفروع والبرامج المقدمة». وأكد حماس أن هناك من مديري فروع الجمعية «ممن يدفع ويشارك ويقدم، ولكن المركز الرئيس لا يعلم بشيء ولا يسأل»، مشيراً إلى أن التغيير في الأسماء والمناسب لا يقدم شيئاً ملموساً للمشهد الثقافي. في حين يرى الكاتب نبيل زارع أن المجلس الذي أُقر أخيراً، «مطالب بمهمة تاريخية لا بد أن يستثمرها جيداً، فلا يكفى أن يقوم بتنشيط الفعاليات على النمط الحالي، إنما يفترض إعادة تأسيس قاعدة أساسية للجمعيات، وبالتالي تكون بمثابة دستور رسمي ومنهج تقاس عليه نجاح إدارة الجمعية»، لافتاً إلى أنه «لا مجال لفكر معين أن يغير من مسار جمعية، فهناك أهداف يجب على المجلس تحقيقها، لاسيما وأنا دوماً أردد بأن الجمعية هي مركز ثقافي متكامل، وبالتالي يجب أن يعلم القائمون عليها أن مهمتهم سامية، فلا يقصرونها على إبراز أنفسهم تحت الأضواء». ويتطلع زارع إلى «إنشاء مقار مناسبة وملائمة وجذابة ومريحة يفتخر بها، وليس الاعتماد على مبان مستأجرة، عادة ما تكون في الأساس عبارة عن مساكن وسط أحياء سكانية لا تشجع على ارتيادها، وغير صالحة لإقامة أي نشاط ثقافي يليق بجمعية الثقافة والفنون وبسكان المنطقة، إضافة إلى تقييم كل جمعية وفق معايير معينة يقرها المجلس». ولا يشكك الكاتب والمسرحي فهد الأسمري حيال إيجابيات بث روح جديدة وشابة في أي عمل، «الأمر الذي له دور في التطوير والارتقاء بأعمالهم وبما يتوافق مع أنشطة وبرامج المسؤولية»، معبراً عن سروره بإعادة هيكلة الجمعية وضم «شخصيات ذات قامة ثقافية وفنيه جديدة تأتي متوافقة مع رؤية المملكة 2030 للنهوض بهذا الصرح الجميل جمعية الثقافة والفنون». من جانبه، تطلع التشكيلي الفنان التشكيلي طه صبان إلى رفع موازنة الجمعية، «لكي تنتعش الحركة الفنية والمسرحية، وكل فروع الثقافة إلى مستوى عال يشرفنا كفنانين ويشرف بلدنا»، أما التشكيلي أحمد السبيت فقال إن المجلس الجديد «يحوي نخباً جديدة وشابة لها إسهامات فنية واعدة، وأرجو أن أكون معهم في هذا المستوى الوطني لخدمة الفن التشكيلي في بلادنا». وتأمل التشكيلية نجلاء الرسول أن يكون دور المجلس «تنويرياً ومساعداً لذلك على أقل تقدير، وبعيداً من أي بيروقراطية تتسبب بدورها في أي تأخر نحو التقدم والتطور في كل مجالات الفنون»، وقالت نجلام الرسول: «لا نريد أن نسأل كيف، فالإمكانات جميعها متوفرة، لاسيما دولتنا تمتلك مقومات النهضة الحقيقية من أموال وعقول نافذة، ما ينقص هو التخطيط لأي فكرة ابتكارية وإعدادها ومن ثم تنفيذها». ودعا الأسمري إلى النظر للمسرح والعمل على الاهتمام به، «من خلال إقامة دورات في النص والإخراج والأداء التمثيلي، وتوفير المسارح والخشبات التي يُعرض عليه النص بطريقة مريحة للجمهور، إضافة إلى تشكيل لجان متخصصة لمناقشة النصوص واختيار الأنسب منها وغيرها من الأمور التي نأمل من المجلس الموقر الاهتمام بها»، مشدداً على أن المسرح «هو من أهم عناصر الفن الدرامي وهو الصورة الحقيقية التي تنقل ثقافات المجتمع إلى الناس». وكان مجلس إدارة الجمعية الجديد ضم كلاً من: الدكتور عمر عبدالعزيز السيف رئيساً، والدكتور أسامة القحطاني نائباً، وعضوية: أسماء الدخيل، والدكتورة أمل التميمي، وتوفيق الزايدي، وعبدالعزيز السماعيل، والدكتور عبدالله الحيدري، والدكتور نايف الثقيل، وفهد صالح الحوشاني، وهناء العمير.