أكد رئيس النادي الأدبي في الرياض سابقاً الدكتور محمد الربيع أن تجربته في رئاسة النادي حملت معها الفشل والنجاح. وقال: «كلفت برئاسة النادي الأدبي في الرياض عام 1422ه، وكانت تجربتي تحمل في طياتها نجاحاً وفشلاً وإيجابيات وسلبيات وأترك الحكم عليها للزملاء الذي عايشوها لكنني لم أدخل في نزاعات ولا مناوشات مع أحد، بل أزعم أن الكل رضي عن سلوكي وأخلاقي وتعاملي وإن لم يرض على نشاطات النادي». جاء ذلك في ليلة تكريمه في اثنينية عبدالمقصود خوجة، مساء الاثنين الماضي، وسط حضور عدد من المثقفين والأدباء. وقال صاحب الاثنينية: «لضيفنا الكثير من الدراسات الأدبية المقارنة، وان غامرت في فضاء التنظير حول أدب المهجر، إلا أنها افتتحت جغرافيا جديدة في هذا المنحى، فأضاف للمهاجر تخوماً ذهنية جديدة في كتابه «أدب المهجر الشرقي»، وهي بادرة غير مسبوقة في دراسات الأدب المهجري التي تم تصنيفها كنماذج فريدة للآداب العربية خارج حدود العالم العربي» وأوضح الربيع خلال الأمسية أن: «لدى دارة الملك عبد العزيز مشروع قاموس الأدب والأدباء في المملكة، وكان لي شرف رئاسة اللجنة العلمية على هذا القاموس وشارك في إعداده أكثر من سبعين شخصاً، ما بين ناقد ومتخصص في الأدب. انطلقت الدارة في هذا المشروع من مشروع سابق إذ طلب من الدارة أن تسهم في قاموس الأدب العربي الذي أصدرته الجامعة الأميركية في القاهرة وأشرف عليه الدكتور حمدي السكوت، وبناء على ذلك أرسلت مادة عن الأدب والأدباء في المملكة والجزيرة العربية ككل، على رغم ذلك عندما صدر القاموس وجدنا أن ما ورد ذكره فيه كان يغطي 130 أديباً فقط من المملكة، لذلك اتجهت الدارة إلى أن تصدر قاموساً خاصاً ومستقلاً عن الأدب والأدباء في المملكة وتم إعداد ويشتمل على نحو ألف مادة». وتحدث الربيع عن محطات في حياته، مشيراً إلى أنه جاء إلى مكةالمكرمة مدرساً في المعهد العلمي، «وقضيت أوقاتاً طويلة في بيت الله الحرام كنت أصطحب دفتر تحضير الدروس وبعض المراجع وأحياناً كراسات الطلاب، ثم انفتحت على المكتبات ومنها مكتبة الحرم الشريف والمكتبات التجارية مثل مكتبة الثقافة». وأضاف: «أنا مدين للمجتمع المكي المثقف بالكثير من مكونات تفكيري، فقد كانت سنتي المكية سنة خصب وثراء معرفي وتهذيب اجتماعي ورقي في التعامل تعلمت فيها الكثير رقت طباعي وتوسعت مداركي». وفي رده على سؤال حول مستويات اللغة العربية، قال: «إن للغة مستويات في الأداء والأسلوب وهناك خصائص لكل أسلوب، واختلافات بين الأسلوب الأدبي عن الأسلوب العلمي، وهناك من يستطيع أن يقدم العلوم بأسلوب أدبي سلس، ومنهم الدكتور رئيس تحرير مجلة العربي أحمد زكي الذي كان يكتب في مواضيع علمية عميقة، بأسلوب يتمكن من خلالها القارئ أن يفهمها. كما أن بعض الأمم عندما تترجم الكتب إلى لغاتها تستخدم أكثر من مستوى، فالكتاب العلمي يمكن أن يصدر بأسلوب يقربها من العامة والقراء العاديين». وفي المداخلات قال الدكتور عبدالله الحيدري: «إن التفاعل الفاعل مع المجتمع والاندماج فيه والمشاركة في صنع النشاط الثقافي وتنميته يحمل بعدين: الأول أن الأستاذ الجامعي وقد أتيح له الحصول على أعلى الشهادات الجامعية، ينبغي ألا يقتصر عمله على ما يسند إليه رسمياً من محاضرات ومناقشات واجتماعات، وإنما يحسن أن يمد يده إلى المجتمع مشاركاً ومساهماً بعلمه وبخبراته وتجاربه بقدر طاقته ووقته، وأن يخرج من إطار الجامعة الضيق إلى فضاء المجتمع الأرحب. وكان الدكتور محمد الربيع يمثل تطبيقاً عملياً وفعلياً لرسالة الجامعة، التي تقوم على ثلاثة محاور رئيسية وهي التعليم والبحث وخدمة المجتمع». وحاول الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن يضع الربيع الإنسان قبل العالم والإداري، «لأن الإنسان هو وعاء للمعرفة، ومن يحفز الآخرين لأن يقولوا فيه شيئاً كثيراً، الإنسانية لا تحمل الحقد ولا الحسد ولا الضغينة، وإنما تلفظها»، مشيراً إلى أهمية الكتب التي أصدرها الربيع، «وأضافت الجديد للمكتبة العربية».