تراجع الدولار أمس أمام سلة عملات مرجحة بالتجارة، ويتجه لتكبد رابع خسائره الأسبوعية على التوالي مع تقويم المستثمرين أثر تزايد الضبابية السياسية على النمو قبل صدور بيانات مهمة عن الوظائف كانت منتظرة أمس. وتعرض الدولار لضغوط هذا الأسبوع جراء تجدد التوترات السياسية في واشنطن، وسط أنباء عن أن لجنة رفيعة المستوى ستحقق في مزاعم تتعلق بتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية التي أجريت في تشرين الثاني (نوفمبر). وأدى هبوطه إلى زيادة المراهنات على انخفاض العملة في الأسابيع الأخيرة. وكان المضاربون يترقبون أمس بيانات عن الوظائف الأميركية، على الأقل في المدى القصير. ويتوقع خبراء اقتصاد استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم ارتفاع عدد الوظائف بواقع 183 ألف وظيفة في تموز (يوليو). وتراجع مؤشر الدولار قليلاً إلى 92.81 ويتجه للانخفاض 0.5 في المئة هذا الأسبوع. وكان المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة عملات رئيسية نزل إلى أدنى مستوياته في 15 شهراً الأربعاء مسجلاً 92.548 . وتعثر الدولار أيضاً أمام اليورو الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته في سنتين ونصف سنة هذا الأسبوع بدعم من ضعف العملة الأميركية وتوقعات بأن يشدد البنك المركزي الأوروبي سياسته النقدية أو يعلن على الأقل تغييراً في السياسة وسط تحسن الصورة الاقتصادية. واستقرت العملة الأوروبية الموحدة عند 1.1869 دولار على مقتربة من أعلى مستوياتها منذ كانون الثاني (يناير) 2015 البالغ 1.1910 دولار الذي سجلته يوم الأربعاء. الى ذلك، أشار مجلس الذهب العالمي في تقرير نشر أول من أمس، الى الطلب العالمي على المعدن الأصفر هبط 14 في المئة في النصف الأول من السنة لأسباب كان أبرزها الانخفاض الحاد في مشتريات صناديق المؤشرات. وأعلن في أحدث تقرير حول اتجاهات الطلب على الذهب أن مشتريات المصارف المركزية سجلت أيضاً انخفاضاً طفيفاً في النصف الأول، لكن مشتريات السبائك والعملات والمجوهرات نمت بفضل قوة الطلب في الهند وتركيا. وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب تدفقات قياسية العام الماضي لتتماشى مع زيادة بلغت 30 في المئة في أسعار الذهب من كانون الثاني إلى حزيران. لكن مع ارتفاع الأسعار ثمانية في المئة فقط خلال الفترة ذاتها من العام الحالي، أضافت الصناديق 56 طناً فقط في الربع الثاني بانخفاض نسبته 76 في المئة على أساس سنوي لتصل تدفقات النصف الأول إلى 167.9 طن. وشكلت صناديق المؤشرات الأوروبية 76 في المئة من تدفقات النصف الأول لتبلغ حيازاتها مستوى قياسياً عند 978 طناً. وبلغ إجمالي الطلب العالمي على الذهب 2004 أطنان من كانون الثاني إلى حزيران انخفاضاً من 2318.7 طن في الفترة ذاتها من العام الماضي. وفي الربع الثاني وحده، بلغ الطلب 953 طناً، وهو أقل إجمالي فصلي في سنتين. وارتفعت مشتريات السبائك والعملات الذهبية 13 في المئة في الربع الثاني و11 في المئة في النصف الأول مع زيادة الطلب الصينيوالهندي والتركي. واشترت البنوك المركزية 94.5 طن في الربع الثاني. وتماسك سعر الذهب أمس قرب أعلى مستوياته في سبعة أسابيع، في وقت يجري تداول الدولار قرب أدنى مستوى في 15 شهراً. وأظهرت بيانات صادرة في وقت متقدم اول من أمس، أن النمو في قطاع الخدمات الأميركي تباطأ بوتيرة أكثر حدة من المتوقع. في الوقت ذاته أفادت أنباء أن هيئة محلفين ستحقق في مزاعم بشأن تدخل روسي في انتخابات الرئاسة الأميركية. وانحسرت توقعات رفع أسعار الفائدة في الأسابيع الأخيرة، ما يؤثر سلباً على الدولار ويدعم الذهب المقوم بالعملة الأميركية، بأن يقلل كلفته على المستثمرين غير الأميركيين. وزاد سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المئة ليبلغ 1268.85 دولار للأونصة ويتجه صوب الارتفاع واحداً في المئة على مدى الأسبوع، بعدما كسب 2.2 في المئة في تموز. وارتفع في العقود الأميركية الآجلة تسليم كانون الأول 0.1 في المئة إلى 1275.60 دولار. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى زادت الفضة 0.7 في المئة إلى 16.73 دولار للأونصة بعدما هبطت في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها في أسبوع. وارتفع البلاتين 0.7 في المئة إلى 966.80 دولار في حين انخفض البلاديوم 0.1 في المئة إلى 883.95 دولار. وفي المعادن الأخرى برز النحاس متماسكاً قرب أعلى مستوياته في سنتين بينما ارتفع النيكل للجلسة العاشرة على التوالي بدعم من توقعات بطلب قوي من الصين أكبر مستهلك في العالم وضعف الدولار على رغم أن عمليات جني للأرباح حدت من المكاسب. وقال المحلل لدى «إي تي إف» للأوراق المالية نيتش شاه، إن الصعود ربما يكون قد تباطأ «إلا أن العوامل الأساسية لا تزال قوية إلى حد كبير. لا نرى ضعفاً حقيقياً في البيانات الاقتصادية». وأغلقت العقود الآجلة للنحاس للتسليم بعد ثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن من دون تغير يذكر عند 6352 دولاراً للطن، مقتربة من أعلى مستوياتها في سنتين عند 6430 دولاراً الذي سجلته يوم الاثنين بارتفاع 14 في المئة منذ أوائل حزيران. وزاد النيكل 0.3 في المئة ليغلق عند عشرة آلاف و380 دولاراً للطن محققاً مكاسب لعشر جلسات متتالية بعدما لامس أعلى مستوياته في أربعة أشهر عند عشرة آلاف و445 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، خصوصاً ان الدولار اقترب من أدنى مستوياته في 15 شهراً، ما يشجع الطلب على المعادن المقومة به حيث تصبح أقل كلفة لحائزي العملات الأخرى. وأغلق الألومنيوم منخفضاً 0.5 في المئة عند 1916 دولاراً للطن، وهبط الزنك 0.3 في المئة إلى 2792 دولاراً للطن بينما صعد الرصاص 0.6 في المئة إلى 2367 دولاراً للطن وارتفع القصدير 0.3 في المئة إلى عشرين ألفاً و650 دولاراً للطن.