أن تستقبل في منزلك حيواناً أليفاً أمر طبيعي، لكن أن تستضيف سيدة في منزلها حيوانات كالثعالب وزواحف كالثعابين والتماسيح وطيوراً كالخفافيش وتطلقها في المنزل لتلعب مع أطفالها، لهو أمر استثنائي حققته السيدة المصرية منال عيسى التي تعتبر «الحب اللغة الأساسية في التعامل مع الحيوانات، حتى المفترسة التي لا تبادر بإيذاء إلا من ينوي إيذاءها». تلقب عيسى ب «صاحبة القلب الميت»، في إشارة إلى جرأتها، وهو اللقب الذي اكتسبته قبل استضافتها حيواناتها المفترسة، إذ كانت أول مصرية دخلت عالم سباق السيارات وفازت على الرجال. تقول: «أعشق المغامرة منذ صغري، وشاركت في أحد سباقات السيارات دون علم عائلتي التي فوجئت بي على التلفزيون خلال حديث معي بعد فوزي». في مرحلة لاحقة هوت عيسى تربية الحيوانات المفترسة، ولم تتخل عنها حتى عندما انتقلت من منزلها في القاهرة إلى منطقة البحر الأحمر عقب ثورة 2011. تقول: «كل فترة من حياتي تتميز بنشاط معين، من ذلك ممارستي الرقص الغربي واللاتيني لمدة خمس سنوات وتسلق الجبال والهايكينغ. أما علاقتي بالحيوانات فترجع إلى أيام الطفولة عندما كنت حريصة على زيارتها في الحديقة كل جمعة مع أبي لألاعبها وأطعمها». وتوضح أن الهواية تطوّرت «عندما كبرت وأصبحت أقتني حيوانات مثل القطط والكلاب ثم الثعالب والثعابين والتماسيح والسحالي والقرود والخفافيش وبعض الزواحف الغريبة. وكان الدافع الإنساني سبب اقتنائي إياها، فعندما أعلم مثلاً بوجود حيوان وليد يباع في سوق الجمعة وسط القاهرة، أسارع إلى شرائه لرعايته. وهذا ما حدث عندما اقتنيت ثعلباً سهرت أياماً أطعمه حتى استطاع الاعتماد على نفسه في الأكل. حبي هذه الكائنات وإشفاقي عليها من سوء معاملة البشر دفعاني إلى فتح بيتي لها لتعيش معنا أنا وأبنائي. ومن حسن حظي أن أبنائي يشاركونني هذا الإحساس ولا يخافون منها بل يلعبون مع الثعابين والسحالي والثعالب. والحيوانات تبادلهم الحب ولا تؤذيهم». وعن تفكيرها في تحويل هواية اقتناء الحيوانات البرية إلى مشروع سياحي استثماري، خصوصاً أنها تقيم في منطقة ساحلية سياحية بعيدة من القاهرة، قالت: «لم أفكر في هذا الأمر، قد يستهويني مستقبلاً لكن ما أتمناه هو تقديم برنامج متخصص عن هذه الحيوانات لرفع الوعي المجتمعي بطريقة التعامل معها وعدم إبداء مشاعر الكراهية تجاهها من دون سبب سوى أفكار ومعتقدات موروثة وخاطئة، ولكنني ما زلت أخطط لطريقة تمويل هذه الفكرة وتنفيذها».