لم يجرؤ عمالقة التدريب الذين أشرفوا على تدريب الفريق الهلالي والمنتخب السعودي في الأعوام الماضية على ما فعله المدرب الأرجنتيني غابريل كالديرون أول من أمس عندما استبدل قائد الفريق وهدافه الخطر ياسر القحطاني في وقت مهم وحساس في الدقيقة 66 من اللقاء التنافسي الكبير أمام فريق الاتحاد في ليلة «الكلاسيكو» السعودية، بعدما لاحظ تراجع مستواه الفني وضعف خطورته، وبُعده عن أجواء اللقاء في الشوط الثاني، بعدما أهدر بعض الفرص في الشوط الأول، ليدفع بالمحترف المصري الجديد أحمد علي بديلاً عنه، في خطوة جريئة لاقت تقدير واحترام الكثيرين من المهتمين بالشأن الهلالي. ووجّه المدير الفني الهلالي كالديرون، رسالة قوية وتهديداً شديد اللهجة لياسر وبقية رفاقه بأن البقاء في الميدان سيكون للأفضل أداءً ونشاطاً وحيوية وفائدة للفريق، وليس لشهرة اللاعب وصيته وشعبيته الجماهيرية، وأنه لن ينظر للأسماء الرنانة بقدر نظرته لمن يخدم خطته الفنية في المستطيل الأخضر، ويسهم في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات والإنجازات الذهبية، ولن يتوانى في تغيير أي لاعب من أرض الميدان متى رأى في وجوده عدم فائدة الفريق مهما كانت النتائج في النزالات الكروية ومن أمام أي من الفرق المنافسة القوية. وعُرف عن كالديرون طوال مشواره التدريبي عدم تأثره بنجومية اللاعبين، ومنحهم فرصة اللعب في تشكيل الفريق في حال تدني مستوياتهم الفنية، إذ سبق له أن أجلس قائد الاتحاد محمد نور كثيراً على دكة البدلاء عندما كان مدرباً لفريق الاتحاد، واشتهر بتقديم المواهب الكروية الشابة منذ أن كان مدرباً لفريق الاتحاد قبل عامين، إذ قدم موهبة الهداف نائف هزازي ولاعب الوسط سلطان النمري والمهاجم عبدالعزيز الصبياني، وقدم للهلال في هذا الموسم الحارس الشاب الموهوب عبدالله السديري، ولاعب الوسط محمد القرني وشافي الدوسري، إضافة إلى منحه الفرصة لمشاركة عبدالعزيز الدوسري وأحمد الفريدي مع الفريق، ما أعطى المواهب الشابة حماسة قوية لإثبات جدارتها بارتداء الشعار الهلالي، بعدما تأكدت أن مدربها الأرجنتيني يهتم كثيراً بالجدية في الأداء، ومن لا يلتزم بذلك فسيجد مكانه بجانبه على دكة البدلاء.