قوضت الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين مصر) محاولت قطر حرف الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته منظمة الطيران المدني الدولي (ايكاو) في مونتريال أمس (الاثنين)، مؤكدة التزامها الكامل سلامة الطيران المدني في اقليمها وفي مختلف أنحاء العالم بوصفها أولى أولوياتها، وأنها خصصت 9 خطوط طوارئ للشركات العاملة في قطر. ووفق خبرين منفصلين نشرتهما وكالتا الأنباء السعودية (واس) والبحرين (بنا)، فإن وفود الدول الأربع قدمت ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع مكتب إيكاو الإقليمي بالقاهرة من أجل تعزير السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط، والتي تضمنت فتح تسع مسارات جوية إضافية لتخفيف الضغط على المسارات الحالية فوق المياه الدولية. ولقيت الورقة استحسان أعضاء المجلس الذي أشاد بروح التعاون بين دول المنطقة على مستوى الفنيين في الطيران المدني. وعقد مجلس «إيكاو» جلسته بناءً على الشكوى المقدمة من دولة قطر، وفقاً للمادة 54 (ن) من اتفاقية الطيران المدني الدولي (شيكاغو 1944)، التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية. وشاركت المملكة العربية السعودية بوفد رأسه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالحكيم التميمي. وافتتح رئيس مجلس المنظمة الجلسة بتأكيده على تجنب الخوض في الأمور السياسية والإلتزام بالأمور الفنية التي هي من اختصاص منظمة إيكاو. ثم ألقى وزير النقل القطري رئيس وفد دولة قطر بيانا تهجم فيه على الدول الأربع ووصف قرارات المقاطعة بأنها إجراءات تعسفية اتخذتها الدول الأربع لحصار بلده، بحسب زعمه. واعترض رئيس وفد السعودية على البيان القطري الذي لم يلتزم مسببات عقد الجلسة الاستثنائية بموجب المادة 54 (ن) المخصصة للامور الفنية فقط، وسجل رفضه البيان القطري المليء بالمغالطات والمخالف للواقع بالنيابة عن الدول الأربع. وقدمت الأمانة العامة ورقة عمل تدعم ما جاء في ورقة عمل الدول الأربع من خلال تقرير فني أكد لأعضاء المجلس سلامة الأجواء وفق خطة الطوارئ التي تم تفعيلها بموجب الملحق الحادي عشر من اتفاقية شيكاغو. واتخذ المجلس القرارات التالية: الطلب من الأمانة العامة أن تواصل تنفيذ ما جاء في خطة الطوارئ، تشجيع الدول على التعاون من أجل ضمان تنفيذ الحلول الفنية، تشجيع الأمانة العامة على تحديث المعلومات بصورة دورية منتظمة وتقديمها إلى المجلس، ابتداءً من دورة المجلس المقبلة، التنويه بروح التعاون وتكليف رئيس المجلس بذل مساعيه الحميدة لتسهيل المسائل الفنية العالقة إن وجدت، وحض جميع الدول الأعضاء في منظمة إيكاو على التقيد بروح اتفاقية شيكاغو والتعاون لضمان سلامة وأمن وكفاءة واستدامة الطيران المدني الدولي. يذكر أن الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، خصصت مسارات جوية فوق أعالي البحار في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط، وهو اجراء لضمان سلامة الحركة الجوية فوق المياه الدولية من قبل الدول التي تكلفها ايكاو إدارة تلك الأجواء الدولية، ولا يعني ذلك أن أيا من الدول سمحت بالمرور فوق أجوائها السيادية إطلاقاً. وهذه خدمة توفرها الدول التي لديها إمكانات فنية عالية لتقديم هذه الخدمات للطيران الدولي. وأوضح وزير المواصلات والاتصالات البحريني المهندس كمال محمد أن الدول الأربع أعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي وتقتضي أولويتها في ضمان التشغيل الآمن للطيران المدني في المنطقة، ولذلك فقد ساهمت الدول الأربع جميعها بالكامل في تطبيق ترتيبات واجراءات الطوارئ لضمان تشغيل الطائرات في المجال الجوي الذي تديره في ظروف آمنة في جميع الأوقات. وإجراءات الدول الأربع لا تشكل «حصاراً جوياً/بحرياً»، كما ادعت ذلك الحكومة القطرية وشبكاتها الاعلامية، وتبقى مطارات دولة قطر ومجالها الجوية مفتوحة، كما تواصل موانئها البحرية العمل بكامل طاقتها، مستقبلة السفن والبضائع. وعلاوة على ذلك، تعمل الحركة الدولية الأخرى كلها بصورة طبيعية مستخدمة المجال الجوي المعني للسفر من قطر وإليها، وفق ما ذكرت «بنا». وسعياً من الدول المعنية لضمان استمرار سلامة الطيران المدني الدولي، اتخذت بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الطيران المدني الدولي في القاهرة جميع التدابير للتأكد من أن خطة الطوارئ نفذت بصورة مرضية بالتعاون الكامل من جميع الدول المعنية. وأعربت الدول المشاركة عن ثقتها في سلامة وانتظام الملاحة الجوية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تأكيدها أن المكتب الإقليمي للشرق الأوسط في ايكاو لم يتلق أي تقارير عن وقوع حوادث أو أحداث خطرة ناشئة عن التدابير أو عن خطة الطوارئ التي يتم تنفيذها.