أجمعت الصحف الأوروبية والأميركية والعربية على أن مصر تمر بمرحلة من أخطر ما يكون، وجاءت افتتاحياتها ومقالات أشهر الكتّاب بها متباينة ما بين مؤيد للحكومة المصرية ومعارض لها، وفي ما يأتي رصد لأهم ما ورد بها من آراء وتحليلات. الجيش حائر كتبت الصحافية في صحيفة فاينانشال تايمز رولا خلف ودانييل دومبي مقالاً جاء فيه: «إن الجيش المصري حاول الموازنة بين الضغوط الممارسة عليه من جانبين متقابلين الشارع المصري وحسني مبارك الضابط السابق في سلاح الجو، الذي عرفه الجنرالات وعملوا معه عن قرب منذ ثلاثة عقود»، ويضيف المقال: «الجيش بدا لوهلة كما لو كان وجد أرضية محايدة، فقد كسب الجنود ثقة المتظاهرين بتأكيدهم أنهم لن يلجأوا للعنف ضدهم، واصفين مطالبهم بالشرعية، كما اقنع الجيش مبارك بإعلان عدم ترشحه للانتخابات المقبلة في أيلول (سبتمبر)، بل بدا مستعداً لتطبيق تعليمات أميركية دقيقة من اجل انتقال منظم للسلطة»، لقد أشادت واشنطن بموقف الجيش المصري، لكن الامتحان الحقيقي - بحسب الصحيفة - سيكون المرحلة الانتقالية غير المستقرة التي قد تكون عنيفة. عدو الغرب المخيف في مصر أكدت الصحيفة النمساوية المحافظة بريسّه أن «مصر هي احدى أهم الدول العربية، وهي جزء من الحرب على الإرهاب إلى جانب الولاياتالمتحدة، كما أنها تحاذي إسرائيل وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس الفلسطينة الإسلامية. والخيال الذي يخيف الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأوروبية أن يتمكن إسلاميو مصر من الوصول إلى الحكم، بسبب سياستهم العدائية للغرب وإسرائيل، مبارك الذي علم دائماً بذلك عرف كيف يثير المخاوف ويطرح نفسه كبديل أوحد، لكن الوقت حان الآن لكي يكشف الغرب هذه الخديعة». ثورة الرئيس المضادة يقول الصحافي في صحيفة الإندبندنت روبرت فيسك إن «ثورة الرئيس حسني مبارك المضادة انهالت على معارضيه بوابل من الحجارة والهراوات والقضبان الحديدية في معركة استمرت طوال النهار في قلب القاهرة، وكون الجانبان يشهران راية مصر في وجه بعضهما يكتسي رمزية كبيرة كان الهجوم وحشياً ودامياً ومحكم التخطيط، وبمثابة اتهام دامغ لأوباما وكلينتون وغيرهما ممن رفض شجب أفعال هذا الحليف المخلص لاميركا وإسرائيل» ويضيف قائلاً إن «الجيش الذي يتغنى المصريون بعبوره قناة السويس في 1973 لم يجرؤ أو لم يشأ دخول ميدان التحرير لإسعاف الجرحى». الأصولية المحلية كتبت الصحيفة الهنغارية اليسارية نيزافا تقول: «ما يثير القلق في مصر هو الأصولية المحلية، وعلى النقيض من تونس على المرء ألا يقلل من شأن هذا العامل في مصر، إذانه في حال قيام نظام أصولي فيها على مقربة من قطاع غزة سيجلب تداعيات سلبية على عملية السلام في الشرق الأوسط لا يمكن التكهن بها». مصر في النار كتبت الصحيفة الدنماركية «الليبرالية اليمينية جيلاندس بوستن: «أصبحت أيام الاستبداد في الشرق الأوسط معدودة. وهذه رسالة موجهة أيضاً إلى الدول الغربية التي دعمت الحكومات الاستبدادية. واعتقدت الولاياتالمتحدة وأوروبا لفترة طويلة أن الإرهاب هو البديل الوحيد لوحشية الأنظمة الإسلامية».