طرح أحد المواقع الاليكترونية استفتاءً يتضمن سؤالاً لزوّاره عن متابعتهم لنهائي كأس آسيا 2011 بين اليابان واستراليا، وجاءت النتيجة أن الغالبية انشغلوا بالأحداث الدائرة حالياً في تونس ومصر، ولم يتابعوا المباراة النهائية، ويبدو أن الدوري السعودي أكبر المتضررين من أحداث الشهرين الأخيرين، حتى إن البعض نسي أن هناك صراعاً لاهباً على قمة البطولة، بعدما توالت الأحداث بدءاً من اخفاق المنتخب السعودي في كأس آسيا، وإقالة المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو، مروراً بالتغيير الذي حدث في القيادة الرياضية وما تبعه من جدل، وانتهاءً بسيول جدة والأحداث السياسية التي تشهدها كثير من البلدان العربية وهو ما أنسانا الدوري ومنافساته أيضاً، وهي حال شبيهة بتلك التي عرفها الموسم المحلي خلال 1990-1991 حين كان اللاعبون في وادٍ والمشجعون في وادٍ آخر.. ولعل من أسوأ الظروف لمتابعي كرة القدم أن تُجرى المنافسات الرياضية بالتوازي مع الأحداث السياسية والحروب والكوارث، على اعتبار أنهم يخسرون أجواء المتعة، وأخبار لعبتهم المفضلة التي تطغى على ما سواها في الأحوال الطبيعية. المواجهة المقبلة تتمثل في مباراة كلاسيكو الكرة السعودية، وهي مناسبة ستعيد الاهتمام بالبطولة المحلية، خصوصاً أن المباراة بمثابة مفترق طرق، وفوز الهلال بنقاطها الثلاث يعني بالضرورة أن أمامه فرصة توسيع الفارق إلى 11 نقطة في حال نجح في حصد نقاط مباراته المؤجلة أمام الشباب، بينما سيدخل الاتحاد إلى المنافسة بقوة على مركز الصدارة في حال أضاف إلى رصيده ثلاث نقاط، على حساب رصيد منافسه الأول.. مواجهة الكلاسيكو هذه المرة سيطغى عليها الحديث عن الأرجنتيني كالديرون الذي سيواجه فريقه السابق، ووعود أنصار الاتحاد بتلقين «الزرق» دروساً في فنون كرة القدم، ورغبة ياسر القحطاني في الخروج من اخفاقٍ لازمه طويلاً، وإصرار لاعبي الاتحاد على إثبات أن الخلل كان في العجوز البرتغالي مانويل جوزيه، ما يجعل هذه المباراة مرشحة لأن تصبح مباراة الموسم بحق. وخلال المواسم الأخيرة استأثر الاتحاد والهلال بواجهة الكرة السعودية، حتى بات التنافس على الفوز بلقب بطل الدوري يأخذ شكل التناوب بين الناديين، فحين يسقط الهلال يصبح الاتحاد بطلاً، وحين يتعثر الاتحاد يصبح الهلال أكبر المستفيدين، ما جعل تحديد مصير البطولة رهن بنتيجة مباراة الكلاسيكو، بل لا يمكن لدرع الدوري أن يذهب لطرف ما، من دون المرور بمباراة عملاقي جدة والرياض.. ما نتمناه أن يأخذنا الفريقان بعيداً عن أخبار الكوارث والمظاهرات والاشتباكات التي سيطرت على وسائل الإعلام العربية خلال الشهر الماضي، وأن نستعيد متعة كرة القدم مجدداً من خلال الكلاسيكو المنتظر. [email protected]