تراجعت حدة الاحتجاجات الشعبية في الأردن أمس وسط انقسام في القوى السياسية والشعبية المحركة لها بعد توقف العديد من أحزاب المعارضة عن الخروج في المسيرات المقررة كل يوم جمعة بعد إقالة حكومة الرفاعي وتكليف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء السابق معروف البخيت تشكيل حكومة تجري إصلاحات واسعة، فيما أصرت الحركة الإسلامية وشريكها حزب «الوحدة» على الاعتصام أمام رئاسة الوزراء أمس. وانطلقت عقب صلاة الجمعة أمس مسيرة ضمت نحو 2000 شخص دعا لها حزب «جبهة العمل الإسلامي» و«الوحدة الشعبية» من مسجد صلاح الدين باتجاه رئاسة الوزراء. وهتف المشاركون: «بدنا حكومة فقراء، ما بدنا حكومة كافيار»، و«لا بخيت لا سمير، هذا مطلب الجماهير»، و«انتفاضة باستمرار، اسمع يا صاحب القرار». كما طالبوا في المسيرة التي تصدرتها أعلام الحركة الإسلامية وعلم حزب «الوحدة»، بحل مجلس النواب، وتحكيم الإسلام وتطبيق الشريعة الإسلامية. وتحدث في المسيرة الأمين العام لحزب «جبهة العمل الإسلامي» حمزة منصور ونقيب المهندسين عبدالله عبيدات، وعن لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة تحدث الدكتور سعيد ذياب، وعن الشخصيات الوطنية فارس الفايز. وشدد المتحدثون على عدم كفاية الوعود، مطالبين بإصلاحات حقيقية من خلال سن قانون انتخاب ديموقراطي تمهيداً لحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تفضي الى حكومة منتخبة. كما طالبوا بفك ارتباط السياسات الاقتصادية بصندوق النقد الدولي وحماية الشرائح الوسطى والفقيرة وملاحقة الفاسدين، ودعوا الحكام العرب الى عدم المراهنة على أميركا والاستناد الى شعوبهم التي تتوق الى الحرية والكرامة. وتحرك المتظاهرون من أمام مبنى رئاسة الوزراء الى مقر السفارة المصرية في عمان تضامناً مع «ثورة الشعب المصري»، وهتفوا «ارحل ارحل يا مبارك، اليوم آخر أيامك». وأدى الحضور صلاة الغائب على أرواح شهداء مصر، ودعا المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور همام سعيد، الله تعالى «بزوال الحكام الظلمة وانتصار قيم الحرية والكرامة والعدالة». وخرجت مسيرة أخرى وسط العاصمة عمان من المسجد الحسيني بمشاركة نحو ألف شخص، ووقع اشتباك محدود بالأيدي بين متظاهرين مؤيدين للبخيت وآخرين يحملون شعارات تطالب برحيل الحكومة وبضرورة تغيير جذري في النهج والسياسات وليس الأشخاص، وتدخلت قوات الأمن لفك الاشتباك. وفي الزرقاء، نظمت الحركة الإسلامية مسيرة جماهيرية خرج فيها نحو 2000 شخص وانطلقت من مسجد عمر بن الخطاب للمطالبة بإصلاحات حقيقية. وفي الكرك (جنوب البلاد)، خرجت ثلاث مسيرات، الأولى نظمتها الحركة الإسلامية بمشاركة 500 شخص طالبوا بإصلاحات سياسية، فيما اعتصمت القوى الأخرى في مجمع النقابات المهنية. وسارت مسيرة ثالثة داعمة للحكومة احتفل فيها المشاركون بعيد ميلاد الملك عبدالله الثاني وهتفوا بحياته وأشادوا بالجهود التي يبذلها في سبيل رفعة الوطن والمواطن.