رفضت نيجيريا أمس، طلب زعيم جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة أبو بكر شيكو، إطلاق أعضاء من تنظيمه تعتقلهم أبوجا، في مقابل الإفراج عن تلميذات تحتجزهنّ الجماعة منذ ان خطفهن. وقال وزير الداخلية النيجيري أبا مورو، إن سلطات بلاده ترفض بالتأكيد هذا الشرط، مضيفاً: «ليس وارداً تبادل شخص في مقابل آخر». وأبلغ «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن من «السخافة» أن تطرح «مجموعة إرهابية» شروطاً. وكانت «بوكو حرام» اقتحمت مدرسة ثانوية في قرية تشيبوك بولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، في 14 نيسان (أبريل) الماضي، وخطفت 329 تلميذة كنّ يخضعن لامتحانات. وأعلنت الشرطة فرار 53 فتاة، فيما بقيت 276 مفقودات. وظهرت الفتيات للمرة الأولى منذ خطفهنّ، إذ بثّت «بوكو حرام» شريط فيديو لحوالى 130 تلميذة وهنّ يتلون «الفاتحة» بالعربية. وارتدت الفتيات حجاباً أسود أو رمادياً لا تظهر منه سوى وجوههنّ، وهن جالسات على الأرض في مكان في الهواء الطلق تحيط به أشجار. فتيات كثيرات كنّ حافيات، فيما بدت بعضهنّ خائفات أو كئيبات. وقالت إحداهن ونظراتها تشير إلى أنها مُجبرة على التحدث، إن المخطوفات لا يتعرّضن لسوء معاملة. وقالت اثنتان إنهما مسيحيتان اعتنقتا الإسلام، فيما قالت ثالثة إنها مسلمة. لكن عائلات الفتيات المخطوفات كانت أعلنت أن معظمهنّ مسيحيات، علماً بأن مجموعة ضخمة من المسيحيين تقطن في المنطقة حيث خُطِفن، ومعظم سكانها مسلمون. وكان زعيم «بوكو حرام» التي يعني اسمها بلغة الحوسا (يتكلمها معظم الناس في شمال نيجيريا) «التعليم الغربي حرام»، أعلن في شريط فيديو سابق مسؤوليته عن خطف الفتيات، مهدداً بمعاملتهن مثل «سبايا» و»بيعهنّ في السوق» و»تزويجهنّ» قسراً. وتحدث شيكو الذي لم يظهر مع الفتيات في أي لحظة من الشريط (27 دقيقة)، 17 دقيقة وبدا مبتسماً وهو يرتدي زياً عسكرياً ويحمل رشاشاً على كتفه. وتحدث بالعربية والحوسا قائلاً: «الفتيات اللواتي تهتمون بهنّ كثيراً، حررناهنّ، وهل تعرفون كيف حررناهنّ؟ اعتنقن الإسلام. ولن نطلقهنّ إلا بعد أن تفرجوا عن إخواننا» الذين تعتقلهم السلطات النيجيرية. وأشار إلى أن التبادل لن يشمل إلا «اللواتي لم يعتنقن الإسلام»، معتبراً أن اللواتي اعتنقن الإسلام أصبحن «أخواتنا». وعلّق أحد قادة المجتمع المدني في تشيبوك على الشريط قائلاً: «ثمة أمل بأن الفتيات على قيد الحياة، سواء أُجبِرن على اعتناق الإسلام أم لا». وتعرّضت السلطات النيجيرية التي تحتجز مئات من مسلحي «بوكو حرام»، لانتقادات عنيفة بسبب طريقة تعاملها مع خطف الفتيات، لكن الرئيس غودلاك جوناثان أعرب عن «تفاؤل كبير» بعملية البحث عنهنّ، بفضل دعم عسكري واستخباراتي من المجتمع الدولي. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري نيجيري، إن وحدتين أجنبيّتين لمكافحة الإرهاب بدأتا العمل في البلاد، مشيراً إلى أنهما «زارتا تشيبوك الأحد لإجراء تحقيق أولي مع قواتنا وخبرائنا، قبل بدء مهمة الإنقاذ». وأعلن ناطق باسم جوناثان، أن الأخير سيشارك السبت المقبل في قمة تُعقد في باريس لمناقشة الوضع الأمني في المنطقة، مضيفاً أن «هدفها تعزيز التعاون والشراكة بين نيجيريا ودول الجوار». واقترح عقد القمة، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وستجمع أيضاً قادة تشاد والكاميرون والنيجر وبنين المجاورة لنيجيريا. وكان الرئيس النيجيري أعلن موافقته على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «إرسال فريق من خبراء مكافحة الإرهاب الإسرائيليين، للمساهمة في عمليات البحث» عن التلميذات. وأضاف أن «نيجيريا يسرّها جداً أن تنال الخبرة الإسرائيلية المشهود لها عالمياً في مكافحة الإرهاب»، علماً أن ثمة علاقات دفاعية بين أبوجا وتل أبيب. وأرسلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا خبراء إلى نيجيريا لمساعدة أجهزتها في البحث عن الفتيات المخطوفات.