أعلن في الكويت رسميا أمس قبول استقالة وزير العدل والأوقاف نايف العجمي، والتي كان تقدم بها منذ فترة لأسباب لم يكشف عنها. لكن مصادر ربطتها بتحفظ العجمي على المسار السياسي للحكومة. وصدر مرسوم أمس بنقل حقيبتي الأوقاف والعدل إلى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله ليتولاهما بالإنابة. وكتب العجمي في حسابه على «تويتر» أمس شاكراً «سمو الأمير (الشيخ صباح الأحمد) على قبوله الاستقالة وتفهمه أسبابها». وجاءت الاستقالة بعد أيام على تقدم خمسة نواب من مجلس الأمة (البرلمان) باستقالاتهم احتجاجاً على ما اعتبروه تجاوزاً للدستور إثر تصويت النواب بالاتفاق مع الحكومة على شطب استجواب قُدم لرئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك. وكان الوزير العجمي غادر قاعة البرلمان لدى التصويت، ما جعله مخالفاً لإجماع الحكومة. ويشير إيكال حقيبتي الأوقاف والعدل موقتاً إلى الشيخ محمد العبدالله، إلى احتمال إجراء تعديل وزاري أوسع قريباً أو إلى صعوبة اختيار وزير بديل في ظل أسلوب المحاصصة الفئوية التي باتت تتشكل الحكومات الكويتية على أساسه. وينتمي الوزير المستقيل إلى قبيلة «العجمان»، ويتوقع أن يكون البديل منتمياً إلى القبيلة ذاتها. وتأتي هذه التطورات بينما الساحة الكويتية مشغولة بملف «الشريط» المصور الذي زعمت جهات في المعارضة أنه يتضمن اعترافات أقطاب في الأسرة الحاكمة والسلطة بتجاوزات مالية وأمنية، وأعطى نشر صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية قبل أيام تقريراً مفصلاً حول «خلافات الأسرة الحاكمة» على خلفية هذا الشريط إلى إعطاء التفاعل السياسي المحلي دفعة أكبر. وأمس نشر مغردون في «تويتر» صورة قالوا إنها مأخوذة من الشريط تُظهر رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد مع وفد من الأجانب مع سطر ترجمة لواحدة منهن تتحدث عن تصرف بمبلغ 7 بلايين دولار. وبادر عماد السيف محامي الشيخ ناصر إلى إصدار بيان نفى فيه بشدة صحة هذه الصورة ووصفها بأنها «مفبركة». وقال «ما يتم تداوله من صورة مزعومة للشيخ ناصر المحمد مع أشخاص آخرين تعود إلى مناسبة اجتماعية في منزله في جنيف». وكانت صحيفة «الرأي» الكويتية (رويترز) قالت أمس إن وزير العدل والأوقاف استقال من منصبه بعدما اتهمه ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأميركي بالدعوة إلى الجهاد في سورية وبتمويل الإرهاب. وكان العجمي رفض الشهر الماضي تصريحات كوهين وقال إن لا أساس لها من الصحة. وقال كوهين إن العجمي «له تاريخ في الدعوة للجهاد في سورية» وإن صورته وضعت على ملصقات جمع تبرع لتمويل جبهة «النصرة».