امتدت عملية ملاحقة مقاتلي «القاعدة» في اليمن، اثر فرارهم من محافظاتالجنوب تحت ضغط الجيش، إلى منطقة مأرب شرق صنعاء، حيث قضت غارة شنتها طائرة من دون طيار على ستة منهم، ما يهدد بتصعيد جديد للعنف. وتتزامن الغارة، وهي أول هجوم من نوعه منذ أن بدأت القوات اليمنية هجوماً واسع النطاق ضد التنظيم، مع قرار السفارة الأميركية في صنعاء تمديد فترة إغلاقها التي كانت وزارة الخارجية في واشنطن أعلنتها الأربعاء الماضي لأسباب أمنية. والولاياتالمتحدة، حليفة اليمن في مكافحة الإرهاب، هي الوحيدة التي تملك طائرات من دون طيار في المنطقة. واتهم تنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» في الآونة الأخيرة السلطات اليمنية بتسهيل هذه الغارات عبر وضع شرائح إلكترونية على سيارات متمردين لتحديد الأهداف. وقال أحد المصادر إن الطائرة استهدفت سيارة قرب قرية الحصون شرق مأرب ما أدى إلى مقتل «عناصر من القاعدة». وأفاد مصدر قبلي آخر إن «الهجوم وقع في مزرعة وإن الأشخاص الستة كانوا إلى جانب السيارة عند وقوع الغارة». وكانت سلسلة من الغارات بطائرات أميركية من دون طيار وأخرى شنها الجيش اليمني منتصف نيسان (أبريل) الماضي أدت إلى مقتل حوالى ستين مقاتلاً في صفوف التنظيم المتطرف. وتعتبر الولاياتالمتحدة تنظيم «القاعدة» في اليمن من أخطر فروع التنظيم المتطرف. وقد استغل التنظيم ضعف السلطة المركزية اليمنية في 2011 نتيجة الانتفاضة الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتعزيز وجوده بشكل خاص في جنوب البلاد وشرقها. وبعد تكثف اعتداءات «القاعدة» ضد قوات الأمن، أطلق الجيش هذا الهجوم الواسع النطاق لطرد عناصر التنظيم من مخابئهم في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين حيث استعاد مواقع مهمة وقتل عشرات المقاتلين. لكن اشتباكاً وقع الاثنين في محافظة شبوة عندما أطلق مسلحون «القاعدة» النار على قافلة للجيش كانت متجهة من عزان إلى الحوطة. وعزان والحوطة معقلان للتنظيم استعادهما الجيش في الآونة الأخيرة. وأعلنت وزارة الداخلية أن المتطرفين الذين فروا من المعارك يحاولون «الاختباء في محافظات إب ومأرب ولحج وصنعاء (...) لشن هجمات على مواقع عسكرية وأمنية وارتكاب اعتداءات». وقد شن تنظيم «القاعدة» هجوماً انتحارياً ضد الجيش في المكلا، كبرى مدن حضرموت، في جنوب شرقي اليمن الأحد ما أسفر عن مقتل 12 جندياً بعد أن حاول في وقت مبكر مباغتة نقطة تفتيش قرب القصر الرئاسي في صنعاء ما أدى إلى خسارته ثلاثة مقاتلين. وتتزامن أعمال العنف هذه مع نجاح الجيش الذي بدأ في 29 نيسان (أبريل) عملية واسعة النطاق، لاستعادة مواقع وبلدات سيطر عليها اتباع «القاعدة» في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين. من جانب آخر أعلنت السفارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن «الخدمات القنصلية ستبقى مغلقة حتى 15 أيار (مايو) بسبب الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في اليمن». وأضافت: «من الممكن أن يستمر الإغلاق لأيام إضافية عملاً بتقييمنا» للوضع.